صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/65

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٧
رؤيا
 

نزقهم، وألوهيتهم بعيدة وعواطفهم نائمة.رأيت المتشرعين يُتَاجِرُونَ بثرثرة الكلام بسوق الخداع والرياء، والأطباء يلعبون بأرواح البسطاء الواثقين.رأيت الجاهل يجالس العاقل فيرفع ماضيه على عرش المجد، ويوسد حاضره بساط السعة، ويمد لمستقبله فراش الفخامة.رأيت الفقراء والمساكين يزرعون، والأغنياء الأقوياء يحصدون ويأكلون، والظلم واقف هناك والناس يدعونه الشريعة.رأيت لصوص الظلمة يسرقون كنوز العقل، وحراس النور غرقى في كرى التواني.رأيت المرأة كالقيثارة في يد رجل لا يحسن الضرب عليها فتسمعه أنغامًا لا ترضيه.رأيت تلك الكتائب المعروفة تحاصر مدينة الشرف الموروث، لكني رأيت كتائب قد انحدرت لأنها قليلة غير متحدة. رأيت الحرية الحقيقية تسير وحدها في الشوارع وأمام الأبواب تطلب مأوى والقوم يمنعونها، ثم رأيت الابتذال يسير بموكب عظيم والناس