صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/66

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٨
رؤيا
 

يدعونه الحرية.رأيت الدين مدفونًا طي الكتاب والوهم قائمًا مقامه.رأيت الناس تلبس الصبر ثوب الجبانة، وتعطر التجلد لقب التواني، ويدعو اللطف باسم الخوف. رأيت المتطفل على موائد الآداب يُدعى والمدعو إليه صامتًا.رأيت المال بين أيدي المبذِّر شبكة شروره، وبين أيدي البخيل مجلبة لمقت الناس، وبين أيدي الحكيم لم أر مالًا.

عندما رأيت كل هذه الأشياء صرخت متألمًا من هذا المنظر: «أهذه هي الأرض يا ابنة الآلهة؟ أهذا هو الإنسان؟ فأجابت بسكينة جارحة: «هذه طريق النفس المفروشة شوكًا وقطربًا، هذا ظل الإنسان، هذا هو الليل وسيجيء الصباح، ثم وضعت يدها على عيني، ولما رفعتها وجدتني وشبابي سائرًا على مهل، والأمل يركض أمامي.