صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/67

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٩


الأمس واليوم

***

مشى الموسر في حديقة صرحه ومشى الهَمُّ متبعًا خطواته، وحام القلق فوق رأسه مثلما تحوم النسور على جثة صفعها الموت حتى بلغ بحيرة تسابقت في صنعها أيدي الإنسان، وجمعت جوانبها منطقة من الخام المنحوت، فجلس هناك ينظر آنًا إلى المياه المتدفقة من أفواه التماثيل تدفُّق الأفكار من مخيلة العاشق، وآونة إلى قصره الجميل الجالس على تلك الرابية جلوس الخال على وجنة الفتاة.

جلس فجالسته الذكرى ونشرت أمام عينيه صفحات كتبها الماضي في رواية حياته فأخذ يتلوها والدموع تحجب عنه محيطًا صنعه الإنسان، واللهفة تعيد إلى قلبه رسوم

5