صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/80

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٢
 

الدهر والأمة

***

على سفح لبنان بقرب جدول ينسل بين الصخور كأسلاك فضية، جلست راعية يحيط بها قطيع غنم مهزول يرتعي الأعشاب اليابسة بين الأشواك الغضة، صبية تنظر نحو الشفق البعيد كأنها تقرأ مآتي الآتي على صفحات الجو، وقد نمق الدمع عينيها مثلما ينمق الندى أزهار النرجس، وفتح الأسى شفتيها كأنه يريد سلب قلبها تنهدًا.

ولما جاء المساء وأخذت تلك الروابي تلتف برداء الظل، وقف أمام الصبية فجأة شيخ يتدلَّى شعره الأبيض على صدره وكتفيه، حاملًا بيمينه منجلا سنينًا وقال بصوت يحاكي هدير الأمواج: «سلامُُ عَلَى سوريا».