صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/9

تم التّحقّق من هذه الصفحة.

مقدمة

قد انتقل جبران خليل جبران في الاعوام العشرة الاخيرة من ربيع الحياة الى صيفها، فنمت امياله ونضجت افكاره ، وتدرجت روحه من عالم الخيال الشعري الى عالم اسمى واوسع يتعانق فيه الخيال المطلق والحقيقة المجردة ، وتلتقي في جنباته اشباح العواطف الدقيقة بجبابرة المبادئ الأساسية الصحيحة .

جبران اليوم ليس بجبران الامس، فالشاب الحساس الذي كتب « دمعة وابتسامة » بقلم محبر بالدمع قد تحول الى رجل قوي" يكتب برؤوس الحراب المغموسة بالدماء . والفرق بين مقالة « جمال الموت » وحكاية « حفار القبور » هو الفرق بين جبران الامس وجبران اليوم، فالنفس اللطيفة التي كانت ترتعش لهبوب نسيمات السحر قد