صفحة:ذو النورين عثمان بن عفان (المكتبة العصرية).pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

t

كان يحسب الزعيم ضربه من ضروب المخترعات ألمألوفة ممن يحبون أن پسندوا كل شيء الى دهاء الدماة ، وخديعة المخدوعين • ولقد كان هناك شعور يخامر الصدور بأن هذه الحال لن تدوم ، وأنه لا بد من تغییر و تبدیل وأنه جاء في أقوال الرسول والصديق والفاروق با يشير إلى ذلك ، فكان ترقب هذا التغيير تزداد مخامرته للصدور في فترات التوجس والترقب بين عهد وعهد ۰۰ ولما ذهب عمر بغتة كان الشعور السائد يومئذ شعورا بحالة يخشى ألا تدوم ، وخوفا من تغير لا يدري كيف يتقی ومن عجب أن عثمان نفسه كان يساوره هذا الشعور ، وتخامره تلك الحالة النفسية ، وظهر ذلك واضحا في خطبة التي كانت تدور حول فتنة الدنيا والوعد باتباع السنن واجتناب البدع ، وتهدئة النفوس من قبل ما تخافه ولكن النار كانت تحت الرماد ان خلافة عثمان أصعب خلافة قامت في صدر الإسلام ، ومحنتها فاقت محنة الصديق في مواجهة المرتدین ، لان المسلمين نهضوا للتصدي للمرتدین في صف موحد ، وتعاضد كامل أما عثمان فقد ابتلى في أول عهده بما يشبه هذه الثورة في وقت كثر فيه الاختلاف والتخلخل والتغير في الدواعي النفسية ، خاصة بعد ذهابه الهيبة العمرية .. تلك الهيبة التي لها الفرس والروم - أكثر من أبناء الجزيرة - الف حساب ، وليس أدل على ذلك من قول رستم بطل الفرس المشهور : « أحرق كبدي عمر ، انه يكلم الكلاب فتفهم عنه ، ۰ وما أن ذاع نبا مقتل عمر حتى تلاحقت الثورات والفتن ، وتبردت قبائل الفرس والروم والترك ، ونقضت عهودها ، وكانت محنة تفوق محنة الردة في اتساع ميادينها ، وتباعد أطرافها ذلك فقد أثبت عثمان كفاءته ومقدرته على مواجهتها ، فأسرع في تسيير النجدات ، وتعريف الامور بحزم وعزم ، وواجه تلك المحنة الجائحة بما أعاد للدولة هيبتها ، وثبت اركانها ، بعد أن اعتزت عقب مقتل عمر ، حتی أدرك الأعداء أن المسلمين لا يقدح من قوتهم موت خليفة ، أو تبدیل قائد • ومرة أخرى عاب الكاتب على اللائمين والعاذرین اتهامهم عثمان بالضعف مبينا ان الضعفاء لا يتساوون ، ولا يلازمهم الضعف في كل ما يعملون ، والقوي في حالات أضعف من الضعيف في حالات ، والقول بضعف عثمان غیر مقبول على الاطلاق واستند في ذلك إلى الأعمال التي وليها عثمان ، وبرز فيها ، واتضحت قوته من خلالها .. خاصة معالجته لمشكلات الدولة الخارجية التي اعتمد فيها على الحزم والعزم والسداد والسرعة مع الحيطة والاناة والرفق في سياسة الاعداء والأولياء ، وكان معانا على ذلك بحمية الجند وكفاية القواد وه 4 مه $