صفحة:روح الثورات والثورة الفرنسية (1934) - غوستاف لوبون.pdf/136

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ١٣٤ -

إذا كان علم الأخلاق، وهو الباحث في القواعد التي يجب على المجتمعات أن تحترمها لتعيش، يقضي على علمائه أن يكونوا أشداء في أحكامهم على بعض الأشخاص فإنه ليس في علم النفس ما يجعل علماءه أشداء مثلهم، فغاية علم النفس هي إدراك الأسباب، وسرعان ما يزول النقد إزاء هذا الإدراك.

والروح البشرية آلة سريعة الانكسار، ولذلك قلما تستطيع الحوادث التي تمثل على مسرح التاريخ أن تقاوم القوى المحركة لها. ولما كانت هذه القوى المهيمنة مؤلفة من الوراثة والبيئة والأحوال فإنه لا يستطيع أن يقول متيقنًا ماذا يصبح سيره لو كان في مكان من يحاول أن يفسر أعمالهم من الرجال.