صفحة:روح الثورات والثورة الفرنسية (1934) - غوستاف لوبون.pdf/15

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۳ - . ولقد أثبت التاريخ ما للمعتقد القوى من القوة التي لا تقاوم ، فقد خضعت دولة الرومان المنيعة الجانب الجيوش من رعاة البدو الذين أضاء قلوبهم ما جاء به محمد ( صلعم ) من الإيمان ، ولمثل هذه العلة لم تقدر ملوك اورية على مقاومة جنود العهـد الرئة الثياب ، فكان هؤلاء الجنود مستعدين ، بجميع الدعاة ، للتضحية بأنفسهم في سبيل نشر عقائدهم التي كانوا يظنون أنها ستجدد العالم . کے

  • * *

لا نعد الثورة الفرنسية . كما ظن دعاتها ، قد قطعت كل علاقة بالتاريخ ، وإن أحدث هؤلاء لاظهار مقصدهم تقويماً جديداً وزعموا أنهم قضوا على الروابط التي تربطهم بالماضى الذي لن يموت والذي هو متأصل في النفوس أكثر من كل شيء ، فقد كان المصلحون أيام الثورة الفرنسية مشبعين بالماضى من غير أن يشعروا وهم لم يفعلوا سوى مواصلة التقاليد الملكية مسماة بأسماء أخرى والسير على نحو مركزية العهد السابق . الافراط في الاستداد . E الذي والثورة الفرنسية وإن لم تنقض بالحقيقة سوى شيء يسير من مقومات الماضي أعانت على انكشاف بعض المبادىء التي استمرت على النمو ، ومن هذه المبادىء مبدأ المساواة أصبح انجيل الأمم أي صار قطب الاشتراكية والديموقراطية في الوقت الحاضر ، وبهذا نقصد أن نقول إن تلك الثورة التي لم تنته بظهور الامبراطورية ولا بالأنظمة التي ظهرت بعد الامبراطورية انتشرت بالتدريج مع الزمن ولا تزال ذات سلطان على النفوس . ر بما ينزع بحثنا في الثورة الفرنسية كثيراً من أوهام القارىء ، فسيرى القاري. أن الكتب التي بحثت فيها تحتوى كثيراً من الأقاصيص البعيدة من الحقيقة ، وستبقى هذه الأقاصيص مسطورة في كتب التاريخ من غير أن نأسف على ذلك ، فمع أن الاطلاع على الحقيقة يفيد بعض الفلاسفة نرى أن تغلب الأوهام على الشعوب أنفع ، فمن مجموع تلك الأوهام تنشأ مثل الشعوب العليا المسيرة لها . قال فونتنيل: لولا الأفكار الباطلة لضاعت الشجاعة بعد حقا إن قصص جان دارك وغيلان العهد والامبراطورية تورث النفوس آمالا الهزيمة ، وإن لهذا التراث الوهمي الذي ورثناه من الآباء سلطاناً أشد من . سلطان الحقائق في بعض الأحيان ، فالأوهام والخيالات والأساطير هي التي تقود التاريخ