صفحة:روح الثورات والثورة الفرنسية (1934) - غوستاف لوبون.pdf/55

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ٥٣ -

مندفعًا، إلى حيث يتردد الرجل ذو المدارك السامية فيقف، وهو، كسائر المعتقدين، عاجز عن الخروج من دائرة المعتقد.

ويشبه اليعقوبي بصفته اللاهوتية المكافحة المناجزة أنصار كالفن الذين قلنا في فصل سابق إنهم لم يثنهم شيء عن إيمانهم الذي نوَّمهم، وإنهم رأوا كل من يخالفهم في معتقدهم جديرًا بالموت، فقد كان أولئك الأنصار المتعقلون كاليعاقبة جاهلين ما يسيرهم من القوى الخفية ظانين أن العقل رائدهم مع أن الذي قادهم هو خلق التدين وعنصر الحماسة.

يتعذر علينا اكتناه اليعقوبي بقولنا إنه متعقل ولا ينفعنا ذلك إلا في القنوط من العقل، وأما إذا قلنا إنه حمس متدين تيسرت لنا معرفة أمره.

وهذه الأمور الثلاثة، أي العقل الضعيف والحماسة الشديدة والتدين القوي، هي عناصر الروح اليعقوبية.