صفحة:روح الثورات والثورة الفرنسية (1934) - غوستاف لوبون.pdf/8

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
-٦-

أوليفيه لمناهضة كتابي ، فبعد أن ذكر هذا العضو الفاضل في المجمع العلى النظرية التي تعد الثورة الفرنسية حادثة غير نافعة قال :

. تناول غوستاف لوبون هذا الموضوع جاء في كتاب حديث بحث فيه عن روح الثورة الفرنسية وتجلت فيه قوة تأليفه و بیانه و أن الثمرة التي اقتطفت بعد القيام بكثير من أعمال التخريب لا بد من نيلها في نهاية الأمر الحضارة بلا عناء لم يرض أوليفيه هذا الرأي ، فالثورة الفرنسية عنده ضربة لازب ، وقد ختم كلامه بما يأتي :.

و هل يأسف على وقوع الثورة الفرنسية من لا يريد أن يكون مسخرآ لصيد الضفادع في الغدران کی لا تقلق الأمير الاقطاعي في نومه ؟ وهل ينوح على حدوثها من لا يريد أن يرى كلاب شاب علت تخرب حقله ؟ وهل يحزن على نشوبها من لا يريد أن يسجن في البستیل لولرع رجل من بطانة الملك بزوجته أو لانتقاده أحد الوجوه ؟ وهل يأسي على اشتعالها من لا يريد أن يبغي عليه وزير أو موظف وأن يكون تحت رحمة أحد من الناس وأن يؤخذ منه أكثر مما يفرض عليه وأن يمينه ويشتمه من يدعي أنه فاتح ؟ - لذلك أشكر ، وأنا من الطبقة الوسطى ، أولئك الذين أنقذوني بعد عناء شديد من هذه القيود التي لولاهم لظلت تقيدني ، وأهنتهم على رغم زلاتهم ،،

المعتقد الذي تجلى في مثل هذه الكلمات قد ساعد ، قصة نابليون ، على جعل الثورة مرضية عنها في فرنة، ومصدر هذا الوهم الشائع ، حتى بين كثير من السياسة ، هو المبدأ القائل إن طرق الحياة عند الأمة تكون بحسب نظمها ، والواقع أن تلك الطرق تابعة للمبتكرات العلمية والاقتصادية ، فتأثير القاطرة في مساواة الناس غير تأثير المقصلة ، ولا ريب في نيلنا منذ زمن طويل ما بلغناه و بلغته أمم كثيرة من المساواة والحرية سواء علينا اشتعلت هذه الثورة أم لم تشتعل .

و يؤدى الرأي الثاني القائل إن الثورة الفرنسية سرة غامض الى محافظة هذه الثورة على نفوذها أيضا ، فاليك ماجاء في مقالة خصصها مسيو دورمون مدير إحدى الجرائد الكبيرة في باريس البحث في كتابي :

ولم تزل الحوادث المدهشة التي زعزعت أركان العالم الغرة من الألغاز ، ولم تكتشف مباحث علم النفس سر تلك الأزمة العجيبة التي ستبقى معدودة من حوادث التاريخ الخارقة. أقطاب