صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/104

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- - ٩٤ - هر تنكتن ) خلاصتها أن وزير الحربية سأل الشيخ محمد عبده : ألا يرضى المصريون أن يكونوا فى أمن وراحة تحت سلطة الإنجليز، وهى خير من سلطة الأتراك ومن جاء على أثرهم، خصوصاً وأن الجهالة عامة في أقطار مصر ، وأن كافتهم لا يفرق بين حاكم أجنبي وحاكم مصرى ؟ ! ورد الشيخ محمد عبده بما خلاصته أن فى المصريين من يحبون أوطانهم حب الشعب الإنجليزي لبلاده، وأرض مصر من زمن محمد على انتشرت فيها العلوم والمعارف، وأخذ كل منها نصيباً على قدره ، ولا تخلو قرية مصرية من قارتين وكاتبين يقرءون الجرائد العربية ويُوصلون ما فيها إلى من لم يقرأ، والنقرة من ولاية الأجنبى من طبيعة البشر ، فضلا عما لتعاليم الإسلام في هذا الشأن . وقد أخذت الجريدة هذا الحديث وسيلة للتهييج وإثارة الشعور . وعلى كل حال فلم تأت هذه الأحاديث بنتيجة من التفاهم ، واستمرت الجريدة في خطتها حتى حجبت كما أسلفنا . 111 روح ماتت جريدة العروة الوثقى ، ولكن لم يمت أثرها ، فقد أحيت من المتنورين فى العالم الشرقى ، وأيقظتهم من سباتهم ، وبصرتهم بسوء حالهم مع الاحتلال ، وعلمتهم كيف يكتبون ويخطبون ويدعون إلى الشعور بالقومية الذى سمى بعد بالاستقلال ؛ فإن قلنا إنها كانت أول شرارة في الشرق لإلهاب الشعور بالكراهية للحكم الأجنبي لم نُبعد ، فقد كتبت في الجامعة الإسلامية والرابطة الشرقية والمسألة المصرية والسودانية والهندية ، وعالجتها كلها في حماسة وتهييج بالغين، ونظرت إلى كل ذلك فى ضوء السياسة الدولية العامة ، والتفتت