صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/106

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

-97- روسيا . فلولا ضغط الروس على الدولة العثمانية ما سهل على فرنسا الاستيلاء على الجزائر وتونس ، ولا على إيطاليا الاستيلاء على طرابلس ، ولا على إنجلترا الاستيلاء على مصر . على كل حال انغمس ) السيد » أثناء إقامته في روسيا في السياسة الدولية وحرض روسيا على سياسة إنجلترا . ونشر فى الجرائد الروسية مقالات في السياسة الأفغانية . ، والفارسية ، والعثمانية ، والروسية ؛ ونقد السياسة الإنجليزية ، وقابل القيصر فأله عن آرائه فى الشرق ، ثم سأله عن سبب خلافه مع الشاه ، فقال : إنه الحكومة الشورية ، أدعو إليها ولا يراها . قال القيصر : الحق مع الشاه ؛ فكيف يرضى ملك أن يتحكم فيه فلاحو مملكته ؟ قال السيد : أعتقد يا جلالة القيصر أنه خير للملك أن تكون ملايين رعيته أصدقاءه من أن يكونوا أعداء يترقبون له الفرص. فلم يعجب القيصر هذا الحديث ، وقام : علامة الإذن له بالانصراف ثم سافر «السيد» إلى أوربة على نية أن يزور معرض باريس سنة ١٨٨٩ ، وفى أثناء سفره من روسيا إلى باريس نزل ميونيخ في ألمانيا ، وتقابل مع شاه الفرس ناصر الدين فعرض عليه العودة معه إلى فارس ، واعتذر إليه عما كان ، ووعده أن يمهد له طريق الإصلاح الذي يقترحه ، فرفض السيد أولا وقبل أخيراً . هاهو ذا السيد فى طهران ، يلتف حوله جمهور من العلماء والعظماء ، ويتبلور فيه ما في نفوس الخيرين من ميل إلى الإصلاح، فيسعى هو ومن التف حوله إلى وضع المشروعات فى إصلاح الإدارة ، وإقامة العدل ، وتقنين القوانين ؛ وفوق ذلك تنظيم الحكم النيابي للبلاد. والحركة تشتد وتمتد ، والشاه يظهر الاستعداد لقبول هذه المطالب ، والنفوس العاملة تفرح لقرب النصر، والأمل في الخير ، ولكن سرعان ما اكفهر الجو وأنذر بالصواعق ؛ فقد وسوس