صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/107

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- ۹۷ الصدر الأعظم للشاه أن الحكم النيابي يسلبه سلطانه ، والنظام الإداري والقانوني المقترح أعلى من مستوى الناس ، ونحو ذلك من مقالات السوء التي سمعنا مثلها في مصر أيام إقامة « السيد » فيها ، وفى تركيا أيام «مدحت » ، وفى كل مكان وزمان يدور فيهما النزاع بين دعاة الإصلاح ودعاة الرجمية . فتجهم الشاه له وأحس « السيد » الخطر منه ، فخرج إلى مقام « عبد العظيم ) أحد حُفَدَاء الأمة - على بعد نحو عشرين كيلو من طهران - والفرس يعدون مقامه حرماً من دخله كان آمناً . اتخذه السيد مركزاً لدعايته وخطبه وتهييج الرأى العام لطلب الإصلاح، وبعض العلماء والوزراء والضباط يحجون إليه ليسمعوا خطبه ، ويصغوا إلى آرائه ، ويعودوا وقد سحنوا قوة كهربائية بقدر تحملهم للشحنة ، وكلهم ثائر هائج يريد الإصلاح. وأقام على ذلك أشهراً والبلاد يزداد غليانها ، ومركز الشاه والحاشية يزداد خطراً ، والمنشورات تذاع ، والكتب الأغْفال من الإمضاء تصل إلى الشاه بالعدل أو العزل ، وبالحكم النيابي أو تولية غيره . فما راع ( السيد » إلا خمسمائة جندى مسلحون يهجمون عليه غير حافلين محرم الشيخ عبد العظيم ولا بمرض السيد مرضاً شديداً . وكما يصف هو : سحبونى على الثلج إلى دار الحكومة بهوان وصغار وفضيحة لا يمكن أن يتصوّر دونها في الشناعة ... ثم حملني زبانية (1) الشاه - وأنا مريض على بِرْذَوْن (۳) ، مُسلسلاً ، فى فصل الشتاء وتراكم الثلوج والرياح الزمهريرية ؛ وساقتنى جحفلة من الفرسان إلى خانقين » . ومنها سافر إلى البصرة يعانى ألم المرض الذى اشتد عليه من هذا الحادث، وكاد يُودى به لولا لطف الله . فلو رأيته ثم لرأيت رجلا أكلت منه لمى الحمية لمى المرض ، وقد تجمع (1) الزبانية: رجال الشرطة . (۲) برذون : دابة . زعماء الإصلاح - م ٧