صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/110

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

عربة وخدماً وحَشَما ، بعضهم للخدمة وبعضهم للتجسس ؛ وأحاطه بكل أنواع الرعاية المادية . لقد خُيل إليه أنه بمونة السلطان يستطيع أن يوسع دائرة إصلاحه ؛ فيضع خطته الجامعة إسلامية ، يؤلف بها بين فارس والأفغان وتركيا وولاياتها بنوع من الاتحاد أو الخلف، ثم يرسم منهج إصلاح الإدارة في الدولة العثمانية وإصلاح التعليم ، وفاته أن جو الآستانة في عهد عبد الحميد لا يصلح أن تنمو فيه بذرة صالحة ، وكان له فى مدحت وأشباهه العظة البالغة . ولقد زار الآستانة الشيخ محمد عبده بعد وفاة السيد وفى عهد عبد الحميد ، فقال فيها : « إنه لم ير بيئة في العالم - ولم يكن يعقل وجود بيئة - كالآستانة في سوء تأثيرها في العقل والفكر والقلب ، وإن ذهنه فيها كان ممسوحاً كأنه لم يكن فيه شيء من العلوم والآراء ، ولهذا كان أحرار الترك معذورين فى شرودهم منها، وتوطين أنفسهم على كل ما يمكن أن يلقاه الإنسان من ضروب البلاء والمحن ) . قابل السلطان السيد ، فى يلدز ، فرأى منه شخصية غريبة جريئة في القول والحركة جُرأةٌ لم يشهدها من أحد قبل . يطلب منه السلطان أن يترك مهاجمة الشاه ، فيقول السيد » : إني لأجلك قد عفوت عنه . فيرتاع السلطان لمثل هذا القول - والسيد في حضرته يلعب بحبات الشبحة ، فإذا لفت نظره رئيس المابين » إلى ذلك بعد خروجه قال له : «إن السلطان يلعب بمستقبل الملايين من الأمة، أفلا يحق لجمال الدين أن يلعب بسبحته كما يشاء ؟! فيفرع رئيس المابين ، ويهرب من سماعه هذه الكلمة، خشية أن يكون قد سمعها أحد . لقد تحدث إلى السلطان كذلك فى الحكم الشورى للدولة العثمانية ، فخدعه السلطان بتظاهره بحسن الاستعداد له ، وفرح السيد بهذا التظاهر ، واتفق معه على العمل لتكوين الجامعة الإسلامية، وعرض عليه السلطان منصب شيخ