صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/116

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

المصيفي في منزله ، ولكنى أذهب كل يوم إلى ( الكاغد خانة » للتنزه ، فإن شاء أن يحضر الخديو إلى هناك فليفعل . فذهب الخديو وقابله على انفراد ، فأطرى الخديو السيد وأبدى له إعجابه به ، وحيّاه تحية لطيفة ، وهذا كل ما كان . فأطار الجواسيس إشاعات في الجو، وملأوا التقارير بأن جمال الدين قد تعاقد مع الخديو عباس مع على تأسيس دولة «عباسية » ، ووضعوا يبيتين نسبوهما إلى جمال الدين هما : شاد الخلافة في بني العباس عباس لكن نعته السفاح ولأنت خير مملك ستشيدها بالبشر يا عباس يا صفاح (۱) وقامت الدنيا وقعدت ، واستدعى السلطان جمال الدين وسأله ، فقال : إن الأمر بسيط ، فقد كتبت التقارير أنا كنا وحدنا وليس معنا ثالث ، فمن سمع هذا القول ؟ وهل إذا كان هذا الخبر صحيحاً أقوله أنا أو يقوله عباس ؟ ثم أقسم أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وأنه فى حياته لم ينظم شعراً ، وانتهى الأمر ، ولو - في الظاهر - بعد جلبة طويلة، وضحةً مفتعلة وحدث أن الشاه ناصر الدين - الذى كان بينه و بين السيد الخصومة التي عرفنا - قد قتل ، وكان القاتل أحد تلاميذ جمال الدين ، وممن كانوا يزورونه في الآستانة ؛ وروى أنه عندما طَعَن طعنته قال : ( خذها من يد جمال الدين » . وروى عن جمال الدين أنه لما بلغه ذلك قال كلمات تدل على الإعجاب بالقاتل ، فذلك كله أرعب السلطان عبد الحميد ، وخاف منه على حياته ، فضيق عليه في مقابلاته ومنع زيارته إلا بإذن ، فغضب جمال الدين وعزم على الرحيل من الآستانة ووعد بإعطائه التصريح بذلك من المفوضية الإنجليزية ، ولكن السلطان كان يخاف منه فى الخارج أكثر مما يخافه في الداخل ، وهو تحت سمعه سمعه وبصره ، فاسترضاه ورجاه في البقاء واستعان بإثارة إبائه العار من الالتجاء إلى دولة أجنبية (۱) الصفاح : الكثير العفر