صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/118

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

الإسلامية من السيطرة الأوربية ، وإنقاذها من الاستغلال الأجنبى ، وإلى ترقية شؤونها الداخلية بالإدارات الحرة المنظمة ؛ كما كان يرمى إلى جامعة تنتظم الحكومات الإسلامية ، ومنها إيران الشيعية ، لتتمكن بهذا الاتحاد من منع التدخل الأوربي في شؤونها » . ويقول السيد جمال الدين عن نفسه : « لقد جمعت ما تفرق من الفكر ، ولممت شعت التصور ، ونظرت إلى الشرق وأهله ، فاستوقفتنى الأفنان وهى أول أرض مس جسمى ترابها ، ثم الهند وفيها تثقف عقلى ، فإيران بحكم الجوار والروابط ، فجزيرة العرب : من حجاز هو مهبط الوحى ، ومن يمن وتبابعتها ، ونجد ، والعراق ، وبغداد وهارونها ومأمونها ، والشام ودهاة الأمويين فيها والأندلس وحمراؤها ؛ وهكذا كل صقع ودولة من دول الإسلام وما آل إليه أمرهم . فالشرق الشرق ؛ مخصصت جهاز دماغی لتشخيص دانه ، وتحرى دوانه ، فوجدت قتل أدوائه داء انقسام أهله وتشتت آرائهم ، واختلافهم على الاتحاد واتحادهم على الاختلاف فعملت على توحيد كلمتهم ، وتنبيههم للخطر الغربي المحدق بهم». ويقول الشيخ محمد عبده : ( أما مقصده السياسي الذي قد وجه إليه كل أفكاره وأخذ على نفسه السعى إليه مدة حياته - وكل ما أصابه أصابه في سبيله - فهو إنهاض دولة إسلامية من ضعفها ، وتنبيهها للقيام على شؤونها حتى تلحق الأمة بالأمم العزيزة ، والدولة بالدول القوية ، فيعود للإسلام شأنه ، وللدين الحنينى مجده ، ويدخل فى هذا تقليص ظل بريطانيا في الأقطار الشرقية . فيكادون كلهم يجمعون على أن له غرضين واضحين : من البلاء (1) بث الروح فى الشرق حتى ينهض بثقافته وعلمه وتربيته وصفاء دينه ، وتنقية عنيدته من الخرافات، وأخلاقه مما تراكم عليها ، واستعادة عزته ومكانته .