صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/119

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

-1-v- (۲) مناهضته الاحتلال الأجنبي حتى تعود الأقطار الشرقية إلى استقلالها مرتبطة بروابط على نحو ما ؛ لتتقى الأخطار المحدقة من ة بها . كان في حياته يحمل فى يديه العلمين معاً ، فلما مات تفرق العلمان وتداولها المصلحون بعد ، كل منهم يحمل أحد العالمين - هذا أو ذاك - لا يجمع بينهما . فالشيخ محمد عبده - مثلا - أكبر تلاميذه وأقدرهم - خلفه فى حمل العلم الثقافي لا السياسي . لقد تبين بعد أن اشتغاله بالسياسة في العروة الوثقى ونحوها إنما كان مدفوعاً إليه بقلب جمال الدين لا بقلبه هو ، ولذلك اقترح عليه بدل إنشاء الجريدة إنشاء مدرسة للزعماء كما تقدم . فلما استقل بنفسه كان عمله في بيروت عملا تعليمياً صرفاً ؛ ولما عاد إلى مصر كان برنامجه التعليم والتثقيف بأوسع ما يستطيع وأنتمه ؛ ولذلك اقترح على أولى الأمر بعد عودته أن يعين ناظراً لدار العلوم أو أستاذاً فيها ، فخسُوا من اتصاله بالتلاميذ لتاريخه الماضي ، وعينوه قاضياً أهليا ليكونوا بمأمن من جانبه ؛ بل رأيناه يعلن في كتاباته السياسية وحروفها ومشتقاتها كراهية لها ، بل رأيناه يصرح بأن الواجب الأول على المصلح تثقيف الشعب وتهذيبه ، ثم الاستقلال يكون الخاتمة ؛ بل رأيناه يضع بأن يتعاون مع الإنجليز ويصادقهم ، ويتفاهم معهم لينال منهم - بأقصى ا يستطيع - إعانته فيما ينشد من إصلاح داخلى تثقيفي . وهذا سبب ما كان بینه و بین مصطفی کامل » والحزب الوطنى من خصومة ؛ بل ربما كان هذا سبباً أيضاً فيما نلاحظه من بعض الفتور في العلاقة بينه وبين أستاذه السيد جمال الدين ، فقد كتب من مصر للسيد - وهو فى الآستانة - كتاباً غُفْلا من الإمضاء وتلميحاً لبعض الأشخاص من غير ذكر أسمائهم ؛ فهاج السيد وكتب إلى الشيخ محمد عبده جواباً من نار على هذا التصرف ، يُؤنبه فيه على الجبن والخوف ، ويقول : « تكتب ولا تمضى وتعقد الألغاز ؟ ... أمامك الموت ، ولا ينجيك D خطة إصلاحه