صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/125

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- ۱۱۳ - وأكثر متاعبه فى الحياة كان سببه جهره بما يصح أن يكتم وإعلانه ما يجب أن يُسر ، فأخلاق مثل هذه تؤكد أنه لو كان السيد ملحداً يرى الحق والخير في الإلحاد الدعا إليه في صراحة وجرأة وشجاعة من غير ما مواربة ولا إيماء. لقد كان يؤمن بالأصول ، ويترك لعقله الحرية في الفروع ، ويصل في ذلك إلى نتائج غريبة عن أذهان الجامدين المتزمتين فيُرمى بالإلحاد ؛ فكان ينفر من التقليد ويدعو إلى الاجتهاد، ويُذكر في مجلسه قول للقاضي عياض ويتمسك به راووه فيقول «السيد» : «سبحان الله ! إن القاضي عياضاً قال ما قاله على قدر ما وسعه عقله وتناوله فهمه ، وناسب زمانه ، أفلا يحق لغيره أن يقول ما هو أقرب للحق وأوجه وأصوب من قول القاضي عياض وغيره من الأئمة ؟ إذا كان القاضي عياض وأمثاله سمحوا لأنفسهم أن يخالفوا أقوال من تقدمهم فاستنبطوا وقالوا ما يتفق وزمانهم فلم لا نستنبط ونقول ما يوافق زماننا ! ؟ ما معنى باب الاجتهاد مسدود ، وبأى نص سُدَّ ، أو أى إمام قال لا يصح لمن بعدى أن يجتهد ليتفقه فى الدين، ويهتدى بهدى القرآن وصحيح الحديث والاستنتاج بالقياس على ما ينطبق على العلوم العصرية وحاجات الزمان وأحكامه ؟ ! إن الفحول من الأئمة اجتهدوا وأحسنوا ، ولكن لا يصح أن نعتقد أنهم أحاطوا بكل أسرار القرآن ، واجتهادهم فيما حواه القرآن ليس إلا قطرة من بحر ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده » . ويرى أن التفرقة بين أهل السنة والشيعة أحدثتها مطامع الملوك لجهل الأمة، وجميعهم يؤمنون بالقرآن ورسالة محمد ، فقيم الخلاف ؟ ولم القتال ؟ - ويقول : إن الأديان الثلاثة كلها أساسها واحد ، وإنما يوسع دة الخلاف بينها اتجار رؤساء الأديان بها . زعماء الإصلاح -- م ۸