صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/128

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

هنا حمد من كان يشعل النار حيث كان ، فى الأفغان ، في مصر ، في فارس، في باريس، في لندرة ، في الآستانة . هنا باذر بذور الثورة العرابية ، ومؤجج النفوس للثورة الفارسية ، ومحرك العالم الإسلامي كله لمناهضة الحكومات الأجنبية ، والمطالبة بالإصلاحات الاجتماعية. هنا من حارب الحكم الاستبدادى فى مصر، وناصر الدين في فارس ، وانجلترا في باريس ، وحارب الجمل والأمية والذلة فى الشرق ، والجاسوسية والنفاق في الآستانة . ولم ينتصر عليه شيء إلا الموت . لقد أجللناه وأعظمناه ، والتهبت نفوسنا لذكراه ، فكيف كان تحضره ومراه ، رحمه الله . بعض ما أثر عنه : جمع محمد باشا المخزومى بعض ما دار في مجالسه واستشار الأستاذ في أسمها : فقال : سمها « خاطرات » ؛ فقال المخزومي : إن بعض الأصدقاء نبهني إلى أن هذه اللفظة غير صحيحة في اللغة ، والأقرب للصواب أن نسميها « خطرات» أو «خواطر». a فقال : قل «خاطرات ) ولا تبال بمن فسد لسانهم ولا يصلحون إلا للأجوف والمهموز ، ولا يحسنون جملة تنقر حبة القلب أو تطرب السمع . ولما جاء مصر أعجبه بَرْنَامَج الماسونية من دعوة إلى «الحرية والإخاء والمساواة » ، فانضم إليها ، وعُرض عليهم في المحفل يوماً إعانة لأحد الإخوان ، فسأل ( الأستاذ » : هل الأخ مريض ؟ قالوا : لا . قال : هل هو صحيح البنية ؟ قالوا : نعم . فقال : « صحة البدن وذل السؤال لا يصح أن يجتمعا لإنسان » ولما أخرج من مصر ذهب بعض محبيه إلى السويس يحملون له مقداراً من المال عرضوه عليه وسألوه أن يقبله قرضاً . فقال لهم : « أنتم إلى هذا المال أحوج ، والليث لا يعدم فريسته حيثما ذهب ) . ،