صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/141

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ۱۲۷ -


من الإنجليز، وتزن الأمور بميزان صحيح وتدرك نتائج الأمور ، ما حدثت الحوادث الأليمة التي حدثت سنة ١٨٥٧ - ألا إن الجهل سبب لكل شر » .

وأول ما بدأ به خطته فى التربية إنشاؤه جمعية أدبية علمية في عليكره حيث كان قاضياً بها سنة ١٨٦١ - كان الغرض منها نشر الآراء الحديثة في التاريخ والاقتصاد والعلوم ، وترجمة أهم الكتب الإنجليزية في هذه الموضوعات إلى اللغة الأردية . وقد كان يرى أن تعلم هذه العلوم باللغة الإنجليزية لا يكفى إلا في تثقيف عدد قليل لا يُجزى 1 ، إنما الذي يفيد فائدة كبرى نقل هذه العلوم إلى لغة البلاد حتى يشترك فى تفهمها والاستفادة منها أكبر عدد ممكن ، ولذلك كانت خطته التي بدأ بها وسار عليها، نقل هذه الكتب الهامة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة الأردية ، ولم يمنعه إعجابه بالإنجليز ولغتهم وثقافتهم من أن يكون صلباً حازماً شديداً في طلبه نقل الكتب الإنجليزية للشعب ، لا تقل الشعب للغة الإنجليزية .

ولكن سرعان ما هاج عليه الرجعيون والمتزمتون من رجال الدين ، يتهمونه بإفساد العقول وإفساد الدين وإفساد الوطنية ، واشتبك في حرب عوان معهم انتهت بانتصاره بوضعه الحجر الأساسى لكلية فيكتوريا بغازى بور .

وحدث حادث كان له أكبر الأثر فى إصلاحه ، ذلك أنه في سنة ١٧٦٩ ، وهو في نحو الثانية والخمسين من عمره ، تقرر إرسال ابنه « محمود » إلى إنجلترا - عضو بعثة - ، فانتهزها ( السيد أحمد » فرصة وسافر معه ؛ وحدثت له على السفينة طرائف رويت عنه ، من أحاديث في الدين تحدث بها مع أصدقائه من الإنجليز تدل على غيرته على الإسلام مع سمة عقل، وابتهج حين مروره على شاطىء جزيرة العرب لأنها مبعث النبي .

  1. يجزى : يكنى