صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/149

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۱۳۵–


والأخلاق والدين والتاريخ والأدب في أسلوب متين فيه القوة والسلامة والصفاء والسمة ، غزير المعنى ، خال من التصنع .

لقد بدأ «السيد» حياته فى اللغة الأردية شاعراً . فكان شاعراً عاديا لم يلفت النظر إليه ، فلما اتجه إلى النثر ملك ناصيته وفتح فيه فتحاً مبيناً ، وبدأ ذلك في جريدته التى أنشأها وسماها «سيد الأخبار » ؛ فلما أنشأ بعد جريدة «تهذيب الأخلاق» بلغ فى ذلك الغاية ، وائتم به كثير من الكتاب وأصحاب الجرائد فعالجوا بهذه اللغة موضوعات لم تكن تعالج فيها من قبل ، وبذلك أخذ الأدب الأردى يشق طريقه إلى التقدم ؛ يقول هو في ذلك :

«لم آل جهداً لم آل : لم أقصر أو أبطىء . في ترقية العلم والأدب باللغة الأردية على صفحات جرائدي المتواضعة ، واتخذت فى ذلك أسلوباً يجمع بين السهولة والجزالة لا تعقيد فيه ولا تكلف ، تجنبت فيه الألفاظ الرنانة ، والاستعارات والكنايات الوهمية التي تنحصر في الشكل ولا تتصل بالقلب ، وجهدت في تشويق القارئ إلى ما أكتب فيه ، ونقل مشاعرى وعواطفى إلى مشاعره وعواطفه »

وتعددت موضوعات كتاباته ، فطرق كل موضوع ، وعالجه معالجة من يلقى عليه ضوءاً كاملا لا يتركه حتى يكون واضحاً جلياً في جميع جوانبه .

ثم وجه الناس إلى العناية بهذه اللغة وأدبها ، ونقل كثيراً من خير الآداب الأجنبية إليها . وكان له رأى فى الترجمة إلى اللغة الأردية بديع ، وهو عدم التقيد بالحرفية في الترجمة ، ويرى أن هذا أسلوب واه ضعيف ؛ وإنما الواجب أَخْذُ الأفكار وعرضها عرضاً جديداً بطريقة تتفق وذوق الهنود وتلائم أفكارهم . ولم تكن اللغة الأردية تشتمل على مصطلحات علمية ، فجد في صياغة اللغة صياغة تتناسب مع العلم ، ووضع ما استطاع من المصطلحات ؛ وسار على هذا النهج طلبته .