صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/150

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٣٦ –


قال الأستاذ شبلى النعمانى - عالم الهند العظيم - : « طالما كان النزاع بينى و بين السيد أحمد شديداً فى آرائه الدينية، وطالما فندت آراءه ، ومع هذا لا أنكر فضل أسلوبه العالى الذي استخدمه في شرحه أفكاره ، فكان أسلوباً رائعاً منقطع النظير، مملوءاً بالفكاهة الحلوة ، والتنادر الظريف .

حدث مرة أن «مولوى على بخش » نقده نقداً مرا ، ثم ذهب إلى مكة بقصد الحج وأخذ فتوى من علماء مكة بتكفيره ، فكتب السيد أحمد في « تهذيب الأخلاق » :

«ما أعجب إلحادى . قد جعل منى كافراً وجعل منه حاجا مؤمناً ! إني لفي شوق شديد لأن أرى فتواه . إنه كما قال الأول : إذا خُرِّب بيتى بيت الأوثان ، قام على أنقاضه بيت الإيمان. إن إلحادى كالأمطار ، تخرج أحسن الورود في البستان ، وأخسَّ الكَلا 1 في الوديان» .

ولما صدر الأمر بإغلاق جريدة «تهذيب الأخلاق » كتب في آخر عدد منها : « طالما طرقت باب النيام ليستيقظوا ، فإن فعلوا فذلك ما أبغى ؛ وإن تخبطوا عند انتباههم وترنحوا يمنة ويسرة فمرحلة لا تستوجب الرضا، ولكنها مع ذلك تستوجب الأمل في يقظة المستقبل ، وليتها تكون .

وعندما ترى الأم طفلها مريضاً تلح عليه أن يشرب الدواء المر ، وهو يلح : دعيني يا أماه قليلا فأشربه بنفسى .

وأنا كذلك سوف أطرق باب النيام دائماً ليستيقظوا ، وسأصيح بالأطفال المراض : اشربوا اشربوا ، حتى يتجرعوا .

لا أكل ولا أمل » . وظل كذلك يدق الباب . ويلح فى شرب الدواء ، حتى أدرك الناس أخيراً

  1. الكلا : العشب