وأبان أن تعاليمه تدعو إلى التطور والرقى المستمر ، ومقدمته من أبدع ما كتب عن الإسلام ، وقد أفرغ فيها- كما قال - قلبه .
تم كتبه المختصرة في الدعوة إلى الإسلام .
ونشر هذه الكتب بالإنجليزية البليغة كان له أثر كبير لم يسبق إليه ، وهو تعريف الأوربيين بالإسلام ومحاسنه من مسلم متحمس ، إذ لم يكونوا يسمعون عن الإسلام إلا من مستشرقين .
ولما عاد إلى الهند خدم القضاء بمنصبه وتأليفه فى القانون الإسلامي ، وخاصة في الأحوال الشخصية، مستعملا فيها مرونته العقلية ، متأثراً بمدرسته من أن له ولأمثاله الحق في الاجتهاد في الأحكام .
ثم قاد الحركة السياسية الإسلامية في الهند ، ودافع عنها ، ولقى في ذلك عناء شديداً ، وكان فى كثير من الأحيان يضطهَدُ من المحافظين الإنجليز، وإن كان يشجع من أحرارهم، ويكره من الهندوكيين لاصطدامه معهم في إصلاح المسلمين ، ويخاصم من كثير من المسلمين أنفسهم لأنه متزوج إنجليزية ، ويتبع النمط الإنجليزي في معيشته الخاصة .
ومع هذا سار فى طريقه فى الإصلاح والعمل ، يؤلف الجمعيات المختلفة لذلك ، ويقول في بعضها : «إن غرضه ترقية الشعور الطيب بين الهنود على اختلاف طبقاتهم وعقائدهم، وفى الوقت عينه حماية مصالح المسلمين ، وتبصيرهم السياسي بشؤونهم »
هذه هى الدعوة التى كان يدعو إليها دائما ، يُسالم الهندوكيين والإنجليز ما سالموه وما حفظوا حقوق المسلمين ؛ فإذا تعدى أحد عليهم دافع في شدة وإخلاص ، فهو يقول فى إحدى خطبه : « إن المسلمين في الهند لهم حقوق سياسية واضحة أمام الحكومة وأمام الهندوكيين ، فما لم تجب هذه المطالب أخشى