صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/158

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

أن تنقلب مطالبهم إلى عصبية حادة. إن مطالبهم حقة ، وهم لا يطلبون غير ما فيه العدالة ، إنهم يطالبون بتمثيلهم السياسي تمثيلا يتفق وعددهم وأهميتهم وتاريخهم ، تمثيلا عادلا . إن المسلمين يأبون أن يمتاز عليهم الهندوكيون فى أى حق من الحقوق السياسية، فإذا سُوى بين الجميع فالمسلمون يرحبون بالإصلاح » واستعمل نفوذه وقلمه ولسانه في إنهاض المسلمين لإدراكهم حقوقهم والمطالبة بها، سواء منهم من كان فى الهند، ومن كان في إنجلترا .. هذا من جهة، ومن جهة أخرى منازلته أراد انتقاص حق المسلمين ، وكتاباته الكثيرة من القوية لساسة الإنجليز فى الهند ، وكبار ساستهم في إنجلترا، ورده على الجرائد الإنجليزية كالتيمس والجازيت وغيرهما ، واستمر في ذلك في صراحة وجرأة حتى أبلغ يوماً على لسان صديق له ( أن حكومة الهند فقدت ثقتها به » . ونشطت سياسته أيضاً فى مناصرة الدولة العثمانية بعد خروجها من الحرب الماضية مهزومة ، فطالب بالإبقاء على كيانها ، وحرك الرأى العام المسلم في الهند للعطف عليها والتأييد لها ، وكتب فى ذلك وخطب ؛ وله موقف لاذع في جمعية من الجمعيات ، إذ اقترح خطيب أن تكون الآستانة مدينة حرة ، وتكون مركزاً العصبة | ؛ فرد عليه فى بديهة حاضرة بقوله : إن فلسطين أولى بذلك ، لأنها مدينة السلام فى الأرض ) والدعوة إلى الخير العام للناس ، منذ نحو ألفي عام . و إلى جانب حياته العلمية والسياسية النشيطة كان نشاطه في إصلاح الحياة الاجتماعية لمسلمى الهند، وأهم ما التفت إليه من الإصلاح دعوته لإصلاح الأوقاف ، من مطالبته بالاستيلاء عليها من الحكومة ، وإصلاح وجوه الصرف فيها وتنظيمها، وقد لاقى فى ذلك عناء شديداً ؛ ثم دعوته إلى إصلاح المرأة وتعليمها ، وقد رأس المؤتمر الإسلامى الذى أسسه السيد أحمد خان في بعض السنين