صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/159

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

المعارف، بعد وفاة السيد أحمد ، وكان مما دعا إليه فيه هاتان الدعوتان : قال في مؤعر سنة ۱۹۰٠ : « إن بالأوقاف وخيراتها انتشرت العلوم ، وتقدمت وأدت وظيفة نافعة في : جميع الأقطار الإسلامية ، وكان لها نفع عظيم في البلاد الهندية، ولكن تغيرت الأحوال وخرجت أوقاف كثيرة من يد المسلمين إلى أيدى الغير ، وتلاعبت بها الأيدى ... ولهذا أدعو المسلمين إلى السعى في هذا الموضوع ، طالباً من الحكومة أن تُعنى بمسألة الأوقاف وإحاطتها بما يحفظها ، فهي فخر المسلمين وحصهم الحصين تجاة الفقر والأيام المسيرة ... إلخ ) . وقال عن المرأة : « لقد أتى على المسلمين زمن كان النساء فيه يلقين بأمهات الرجال » ، فهل يمكننا الآن أن ننعتهن بهذه الصفة ؟ كلا، إنهن آلة في أيدى الرجال يوجهونهن كيف شاءوا - وإذا كنا نريد أن ترتفع في سلم المدنية والارتقاء وأردنا أن يحترمنا الناس ، فلا بد لنا من تربية بناتنا حتى يصلن إلى أن يكن أمهات رجال 1 - إلى أعتقد أن تربية البنات يجب أن تسير جنباً إلى جنب مع تربية البنين ، لأننا إذا أهملنا النصف المكون لحياتنا الاجتماعية ساءت النتيجة ؛ إذ ينفر الجزء المتعلم من الجزء الجاهل، ويبعد عن مصاحبته ومعاشرته ما استطاع ، ويحاول أن يسير فى تَيَّار لا يُرضى الشرف ، أو ينحط بفكره ليعاشر ذلك الشريك المنحط في حياته ولذلك أرى من الضروري أن يسمّى مسلمو الهند في تعليم بناتهم من هذا الوقت، وأن يضعوا أمام أعينهم النموذج الذي يسيرون عليه إلى الأمام » . الخ الخ . ومن أنبل أعماله الأخيرة ما كان منه أيام الحرب بين إيطاليا وتركيا والعرب في طرابلس ، فقد علم أن جمعية الصليب الأحمر تمنى أكثر ما تعنى بالمجروحين من المسيحيين ، وليس من يقوم بجرحى المسلمين ، فسعى لتأليف جمعية تجمع المال من الخيرين وتنظم وحدات علاجية لجرحى العرب والترك ، واستمر يكافح في هذا