صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/170

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٥٢ –

- ١٥٢ - كما أشرنا قبل - وكتبت إلى ولاياتها بذلك ، ومنها تونس ، فأخذ الباي أحمد ينظم جيشه ، وكتب إلى فرنسا يسألها المعونة في ذلك ، فأرسلت إليه بعثة من الضباط الفرنسيين وعلى رأسها القومندان كامينون الذي صار فيما بعد وزيراً للحربية الفرنسية في حكومة جامبتا . فالتحق خير الدين بالجيش التونسى يتعلم من هذه البعثة ، ومن ذلك الحين دخل في السلك العسكرى ، وكان هذا يوافق مزاجه الشركسي ، فكان رئيساً لفرقة من الفرسان، وما زال يرقى حتى كان أميراً للواء الخيالة سنة ١٣٦٦ أفادته التربية الأولى أن يكون متديناً مثقفاً مطلعاً على أحداث الماضى ، قريباً من نفوس العلماء وخاصة - الشعب ، وأفادته التربية الثانية حب النظام وقوة الحزم وسرعة البت (۱) وصلابة الرأى . ثم اضطرته الظروف بعد إلى مزاولة الأمور السياسية والانغماس فيها . قد كان في أيامه هذه ثلاث شخصيات مشهورة ، هي التي تدير دفة الحكم وتظهر على المسرح : الباى أحمد باشا ، ومصطفى خزنة دار ، ومحمود بن عياد . قالباى أحمد - مؤلى خير الدين (۲) - وال طموح يحب رق بلاده ، فيأخذ (٢) في تنظيم الجيش ويشجع نشر العلم ، ويخصص المرتبات العلماء ، ويؤسس مكتبة فخمة في جامع الزيتونة ، ويعيد تنظيم الإدارة الحكومية على أسس حديثة بتحديد الاختصاص ، ولكن فيه إسراف وإفراط فى الترف وقلة نظر للمواقب وخضوع البعض الظالمين من رجال دولته الماليين، لحاجته إليهم فيما يُشرف من مال ؛ ونقطة الضعف هذه جعلته يتغاضى عما يأتون من مفاسد خطيرة . ومصطفى خزنة دار وزير العمالة المالية والداخلية» رجل مغربي الأصل ، جاء (1) البت : الفصل في الأمور . (۲) مولاه : سیده .