صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/182

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٦٤ –

- ١٦٤ - - يضاف إلى ذلك ما تقوم به بعض ممالك أوربة من وضع العراقيل في سبيل تنظيم المالك الإسلامية لشؤونها ، وإدخال وسائل الإصلاح التي تراها ، وإيقاع الدول الإسلامية في حيرة بين مطالبة لها بالإصلاح وإعاقة للإصلاح. ثم من أهم العوائق في تقدم المسلمين وجود طائفتين متعاندتين : رجال الدين يعلمون الشريعة ولا يعلمون الدنيا ، ويريدون أن يطبقوا أحكام الدين بحذافيرها بقطع النظر عما جد واستحدث ؛ ورجال سياسة يعرفون الدنيا ولا يعرفون الدين ، ويريدون أن يطبقوا النظم الأوربية بحذافيرها من غير رجوع إلى الدين ، فنقول للأولين اعرفوا الدنيا ، ونقول للآخرين اعرفوا الدين . فاعتزال العلماء شؤون الدنيا تم تحكمهم ضرر أى ضرر . وجهل رجال السياسة بأصول الدين ضرر مثله . والواجب امتزاج الطائفتين وتعاونهما . فهناك أصول الدين يجب أن تراعي ، وهناك أمور لم يُنص عليها تقتضيها مصالح الأمة يجب أن تقاس بمقياس المنفسة والمضرة ويعمل فيها العقل . ثم أبان الأسس التي بنيت عليها المدنية الحديثة التي يمكن اقتباسها ونشرها في المملكة الإسلامية، كالحرية بنوعيها ، وهما : الحرية الشخصية وهي « إطلاق التصرف للإنسان فى نفسه وكسبه ، مع أمنه على نفسه وعرضه وماله ، ومساواته لأبناء جنسه في الحقوق والواجبات » ، والحرية السياسية وهى المشاركة في نظام الحكم والمداخلة في اختيار الأصلح - ثم تأسيس القوانين بنوعيها ، وهي قوانين الحقوق المرعية بين الدولة والرعية وقوانين حقوق الأهالى فيما بينهم ثم مسئولية الوزراء أمام الأمة في مجلسها الشورى إلخ . وختم ذلك بإبداء رأيه فى أن إيجاد هذه النظم من لوازم وقتنا ، وكل من وقف في سبيلها عديم الأمانة والنصيحة لدولته ووطنه .