صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/185

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٦٧ –

- ١٦٧ - ويضمن المدائنين دفع الفوائد فى حينها ، إلى غير ذلك من وسائل تعهد بها ونفذها في ضبط وأمانة . وأما المشكلة الثانية فقد رأى كثرة الضرائب قد أضاعت الزراعة وجعلت البلاد خراباً ، ولم يزرع الناس إذا كان نتاج زرعهم ليس لهم وكان زارعهم وغير زارعهم يستويان في الفقر ، فخفف من الضرائب ، ونظم طرق تحصيلها ، وأخذ بالشدة من تلاعب فيها ، وشجع غرس الزيتون والنخيل ، فأعفى كل من غرس منهما جديداً من الضرائب عليها مدة عشرين عاماً ، وأرجع من فَرَّ من الأهالى لكثرة مطالب الحكومة، وأسقط ما عليهم ، وأمر بالنظر في شكايات من نكب من الناس على يد الحكومة السابقة ورد ظلامتهم ، ووضع صندوقاً كبيراً في ميدان يونس يضع فيه كل متظلم ظلامته وأعفاه من التصريح باسمه ، وجعل مفتاح الصندوق معه ، هو الذى يفتحه بنفسه ، وهو الذي يقرأ الظلامات ويوقع فيها بما يراه من تحقيق العدل .. وأما المشكلة الثالثة فقد ظل فى يزال مع مصطفى خزنة دار حتى زادت فظائعه وانكشفت وألح الناس بوجوب عزله ، وسقط سقطة ضبطتها اللجنة المالية فنزل من منصبه سنة ۱۲۹۰ ، وأقام الناس لذلك من الزينات والأفراح في جميع بلدان القطر مالم يسمع بمثله ، وأصدر خير الدين قراراً بمحاكمته على ما تهم به فحوكم ، وألزم بدفع خمسة وعشرين مليون فرنك و بذلك ختمت حياة مصطفى خزنة دار السياسة، وهى حياة تعد مأساة الأمة ، من ناحية موت الضمير فى رجل وكلت إليه شئون البلاد في أوقات حرجة ملأى بالمطامع الدولية ، ومن ناحية خنوع الشعب لهذا الرجل ومظالمه مدة تزيد على ثلاثين عاماً، من غير أن يكون هناك رأى عام يزلزله وينحيه ، (۱) نزال : عراك .