صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/187

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٦٩ –

-١٦٩ - - مطبعة الدولة ووكل إليها نشر الكتب العلمية والأدبية ، وأصلح إدارة « الرائد التونسى » وهى الصحيفة الرسمية للحكومة ، وشجع على نشر المقالات فيها ، كان ينشر فيها أفكاره السياسية ، وألزم الموظفين بقراءتها ، والتفت إلى الناحية الاقتصادية ، فنظم الجمرك ورفع ضريبة الاستيراد %٥% وخفض ضريبة الإصدار ، وأنشأ المخافر الجمركية لمنع التهريب . ونظم الوظائف الحكومية وعين مرتباتها وكما حدد مرتبات القصر، ووضع ميزانية الدولة على أساس صحيح ، وضبط المكاتبات فى الدواوين ، وأنشأ السجلات للصادر والوارد ، ورتبها حتى يسهل الرجوع إليها . وجد فى إحياء الصناعات المغربية كالنقش على الجص والقباب ، وكان يأتي بمهرة الصناع من البلاد، ويعهد إليهم بتعليم طائفة من الشبان . ونظم الأوقاف وكانت فوضى فى البيع والشراء وصرف الريع، بعد أن كانت قد آلت أعيانها إلى الخراب، فجمعها فى إدارة واحدة ، وجعل عليها السيد محمد بيرم ومعه مجلس يعينه في تنظيمها . ونظر فرأى الناحية التشريعية والقضائية فى البلاد مضطربة ، والأجانب لا يخضعون لقانون البلاد، وليس من السهل إقناعهم بالخضوع ، إذ ليس في البلاد قانون ، فكان لكل من المذهب الحنفى والملكي قاض مطلق الحكم في الحوادث، وقد يحدث أن الحادثين المتشابهين يقضى فيهما قضاء ان مختلفان . ومن المبادئ التي يدين بها الأجانب أن تكون القوانين معروفة قبل الأحداث، ليست مجالا للاجتهاد ولا التلاعب ، فعهد خير الدين إلى مختصين بدراسة القوانين المعمول بها في الدولة العثمانية وفى مصر وفى أوربة ، وأن يستخرجوا منها قانونا يناسب القطر التونسى ، واستمرت اللجنة فى عملها، ولكن خرج الوزير من الوزارة قبل أن يتم .