صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/189

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٧١ –

- ۱۷۱ - الدولة العثمانية ، كأصول السياسة والحرب وتغيير الحدود ، كما تتضمن إقرار الوراثة في العائلة المالكة ، مع المحافظة على الخطبة للسلطان وضَرْب السكة ) باسمه ، وإجراء الأمور الداخلية في البلاد على قوانين الشرع ومراعاة قواعد العدل التي يقتضيها الوقت والحال ، والتى تؤمن الناس فى النفس والعرض والمال . وقد صدر هذا الفرمان سنة ۱۲۸۸ ، واستقبله الأهالي بالسرور . وأخذ الباب العالى على عاتقه السعى فى موافقة الدول عليه ، ولكن مشاكله واضطراب أموره الداخلية والخارجية حالا دون إتمامه ، وأبت فرنسا الموافقة عليه الأنه يعوقها عما تنويه لتونس . هذه خطة خير الدين . إصلاح فى الداخل في كل ناحية من نواحى الحياة الاجتماعية، وإصلاح فى الخارج بربط البلاد بالدولة العثمانية ربطاً وثيقاً يناهض به أطماع فرنسا وإيطاليا . ولكن عَوَّدنا التاريخ ألا يأتى مصلح بمثل ما أتى به خير الدين إلا أوذى . <-01 بعد أن سار شوطاً بعيداً في طرق الإصلاح كانت تتجمع عناصر مختلفة تعاديه ، وتضع العراقيل فى سبيله ، وتشيع الأخبار عن خيانته وسوء قصده ، ، وتفسر بالشر بعض ما يأتى من الخير ، وتجسم بعض ما يرتكب من أخطاء ، ولابد لكل مصلح من أخطاء. فالبای ( محمد الصادق ( كان مصطفى خزنة دار الناهب السارق الخائن أحب إليه من خير الدين النزيه العادل الحازم ؛ فهذا لم يكن يعطيه من المال إلا ما تقرر له في الميزانية ، وذاك يعطيه ما يشتهى ليأخذ لنفسه ما يشتهى ؛ وهذا حازم لا يجيز (۱) السكة : الأداة التي تضرب عليها النقود المعدنية .