صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/19

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- هذا هو أساس دعوة محمد بن عبد الوهاب ؛ وعلى هذا الأساس بنيت" الجزئيات. اقتفى في دعوته وتعاليمه عالماً كبيراً ؛ ظهر في القرن السابع الهجري في عهد السلطان الناصر هو ( ابن تيمية ) ، وهو - مع أنه حنبلي كان يقول بالاجتهاد ولو خالف الحنابلة ، وكان حُرِّ التفكير فى حدود الكتاب وصحيح السنة، ذلق اللسان ، قوى الحجة ، شجاع القلب ، لا يخشى أحداً إلا الله ، ولا يعبأ بسجن مظلم ، ولا تعذيب مرهق ، فهاجم الفقهاء والمتصوفة ، ودعا إلى عدم زيارة القبور والأضرحة وهدمها ، وألف فى ذلك الرسائل الكثيرة ، ولم يعبأ إلا بما ورد في الكتاب والسنة ، وخالف إمامه أحمد بن حنبل حين أداه اجتهاده إلى ذلك . فيظهر أن ( محمد بن عبد الوهاب ) عرف ابن تيمية من طريق دراسته الحنبلية ، فأعجب به ، وعكف على كتبه ورسائله يكتبها ويدرسها . وفي المتحف البريطاني بعض رسائل لابن تيمية مكتوبة بخط ابن عبد الوهاب ، فكان ابن تيمية إمامه ومرشده و باعث تفكيره ، والموحى إليه بالاجتهاد والدعوة إلى الإصلاح . دعا مثله إلى ردّ البدع والتوجه بالعبادة والدعاء إلى الله وحده ، لا إلى المشايخ والأولياء والأضرحة ، ولا بوساطة توشل ولا شفاعة . وزيارة القبور إن كانت فلعظة والاعتبار ، لا للتوسل والاستشفاع ، فهم لا يملكون شيئاً بجانب الله وقوانينه الثابتة التى لا تتخلّف والتى نظم الله بها كونه ، فالذبح للقبور والنذور لها والاستغاثة بها والسجود عندها شرك لا يرضاه الله ، وهو هدم للتوحيد الذى جاء به الإسلام - من أساسه ، ومثل ذلك تجصيص القبور (۱) وبناية الأضرحة وتشييد الأبنية عليها، وكسوتها بالحرير المذهب وما إلى ذلك ، فكل هذه لا يعرفها الإسلام. (۱) طلاؤها بالجمس .