صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/197

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٧٩ –

- ۱۷۹ - - البايات المتعاقبة جزاء له على خدمته أيام رضاهم عنه ، وغابة من شجر الزيتون أهداها إليه الباى أحمد، ومنزل كبير به مياه معدنية أهداه إليه الباى محمد ، وضيعة كبيرة منحها له الباى محمد الصادق ، وقد أراد أن يبيع كل هذه الأملاك العزمه على الاستقرار فى الآستانة فعرضها على الحكومة التونسية فأبت شراءها ، فأمر وكيله أن يعلن الأهالى التونسيين بخفض أسعارها ، فلم يتقدم أحد خوفاً من الباى ورجال حكومته ، فلما اضطر إلى بيعها للفرنسيين بعد سنة من إعلانه نقدوه نقداً مراً ، فكان الأمر كما قال أبو العلاء : عنب وخمر في الإناء وشارب فمن الملوم : أعاصير أم حامى (١) !

معه السلطان وصل إلى الآستانة فوجد فى انتظاره سلمان باشا مندوب السلطان عبد الحميد وحمدى باشا كبير الأمناء وعلى فؤاد بك السكرتير الأول للسلطان ، وتوجه إلى قصر يلدز وقيد اسمه ، فدعى للمقابلة في المساء نفسه ، وتحدث طويلا، واستبقاه للعشاء معه ليكتنه كنهه ويزنه بموازینه وأمر السلطان فأعد له جناح فى قصر من قصوره الكبيرة ، وأرسل سليمان باشا إلى تونس ليعود بأسرة خير الدين . وسرعان ماعيّن وزير دولة ، فكان يدعى لحضور مجلس الوزراء عندما يجتمع لبحث المسائل الخطيرة ، ولم يمض شهر حتى سمع من كبير الوزراء أن السلطان برشحه لوزارة العدل ، فرجا منه ورجا من كل من توسم فيه الجاه أن يسعى لعدم إتمام ذلك فلم يفد شيئاً ، فذهب لمقابلة السلطان نفسه وتوسل إليه أن يُعفيه من ذلك فقيل رجاءه وأعفاه . وكانت أكبر حجة له فى الاعتذار أنه لا يستطيع خدمة البلاد - وخاصة (1) الحاسي : الشارب .