صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/20

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

فكانت دعوة ابن عبد الوهاب حربا على كل ما ابتدع بعد الإسلام الأول من عادات وتقاليد ، فلا اجتماع لقراءة مولد ، ولا احتفاء بزيارة قبور ، ولا خروج للنساء وراء الجنازة ، ولا إقامة أذكار يغنى فيها ويرقص ، ولا « محمل » يتبرك به D ويتمسح ، ويحتفل به هذا الاحتفال الضخم ، وهو ليس إلا أعواداً خشبية لا تضر ولا تنفع . كل هذا مخالف للإسلام الصحيح يجب أن يزال ، ويجب أن نعود إلى الإسلام في بساطته الأولى ، وطهارته ونقائه ، ووحدانيته واتصال العبد بربه من غير واسطة ولا شريك . فلا إله إلا الله معناها كل ذلك . والكتب المملوءة بالتوسلات كتب ضارة بالعقائد ، كدلائل الخيرات ؛ وما في البردة من مثل قوله: يا أكرم الخلق ما لى من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العم " وقوله : إن لم تكن في معادى آخذا بيدى فضلا وإلا فقل يا زلة القدم وقوله : (1) فإن من جودك الدنيا وضَرتها ومن علومك علم اللوح والقلم ) ونحو ذلك ، أقوال فاسدة كاذبة . فلا التجاء إلا إلى الله ، ولا اعتماد في الدنيا والآخرة إلا عليه . لقد كان محمد بن عبد الوهاب ومن نحا نحوه يرون أن ضعف المسلمين اليوم وسقوط نفسيتهم ليس له من سبب إلا العقيدة. فقد كانت العقيدة الإسلامية في أول عهدها صافية نقية من أى شرك. وكانت لا إله إلا الله معناها السمو بالنفس عن الأحجار والأوثان وعبادة العظماء وعدم الخوف من الموت في سبيل الحق . (1) العمم : الشامل . (۲) ضرتها : أى الآخرة .