صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/215

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٩٥ –

- ١٩٥ - ذلك إلى ثلاث درجات : جيدة ومتوسطة ورديئة ، ووضع لها « لائحة ، تسمى لائحة رجب - وهو تاريخ صدورها - تعد بحق خطوة خطيرة في تاريخ التعليم في مصر عالج فيها كل المشاكل التي صادفته من مراعاة الأمور الصحية وتدبير للمال اللازم ورفع مستوى الفقهاء - وقد سماهم « للمؤديين ) - و برامج التعليم ووسائل تشجيعه وإشراك الأهالى والمديريات فى حمل بعض الأعباء المالية والتعليمية وتحويل بعض الكتاتيب الكبيرة الصالحة إلى مدارس ابتدائية ، ووجه في تنفيذ ذلك كل قواه ، وكثيراً ما كان يعهد إليه - إلى إدارة المدارس - في إدارة الأشغال وإدارة الأوقاف فيكون ناظر هذه جميعها ( وزيرها ) فيسخر الأشغال لإصلاح مبانى المدارس والكتاتيب، ويصرف من مال الأوقاف على التعليم ، حتى انتقل التعليم به نقلة جديدة . نعم ليس كل الفضل فى ذلك له وحده ، فقد كانت البلاد تتوق (1) إلى إصلاح التعليم ، وقد طالب به مجلس الشورى وكان هذا الإصلاح يتفق وما رسم الخديو إسماعيل من رغبة في تمدين البلاد، ولكن كان فضل على مبارك أن يأخذ الفكرة الخيالية ، فيحولها إلى حقائق واقعية ، ويدرسها دراسة علمية ، ويضع خططها وتصميمها كما تعود ذلك فى التصميم الهندسى ، ويبرزها إلى الوجود وبرعاها بعنايته إلى جانب الكتاتيب وفتحها وتنظيمها والمدارس وإنشائها شغلته مسألة المعلمين كيف يصلحهم ؛ فقد كان يقوم بتدريس اللغة العربية في المدارس رجال من الأزهر ، والتعليم في الأزهر إذ ذاك على أسلوبه في القرون الوسطى يعلم الكتب ولا يعلم العلم ، وغاية التابع منهم أن يحسن فهم عبارة الكتاب لا فهم موضوع الكتاب ، وهذا يؤدى إلى أنه لا يحسن تطبيق ما تعلم ؛ فأكثرهم (۱) تتوق : تتشوق .