صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/216

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٩٦ –

- ١٩٦ - لا يُحسن قراءة صفحة ولا أن يكتب موضوعاً ، ولا أن يقيم وزناً لبيت من شعر ، كما وصفهم بذلك عبد الله باشا فكرى فى مقال كتبه ، فكيف يصلحون بعد لتعليم الناشئة ؟ إذ ذاك فكر على مبارك فى إنشاء مدرسة يؤخذ لها من خيرة طلبة الأزهر بامتحان ، ويختار لها خيرة العلماء من الأزهر وغيره ، ويعلم طلبتها العلوم الدينية واللغوية وشيئاً من علوم الدنيا كالرياضة والجغرافية والتاريخ والطبيعة والكيمياء، فكان من ذلك كله مدرسة دار العلوم . أما معلمو المواد الأخرى كالهندسة والحساب واللغات فقد رأى أن يأخذهم ممن أتموا دروسهم في المدارس العالية كالمهندسخانة ومدرسة المحاسبة والإدارة بعد أن يقضوا مدةً مُعيدين لأساتذتهم . وفكر فى الثقافة العامة بجانب التعليم في المدارس ، فكان له من ذلك ثلاثة أشياء : (۱) قاعة للمحاضرات يحضرها كل من شاء ، يحاضر فيها كبار الأساتذة من مصريين وأجانب ، فيحاضر مثلا الشيخ حسين المرصفي في الأدب وإسماعيل بك الفلكي في الفلك والشيخ عبد الرحمن البحراوى فى الفقه ومسيو بروكش في التاريخ العام وأحمد ندا فى النبات ، فإذا حاضر محاضر باللغة الأجنبية ألقيت محاضرته بعد ذلك باللغة العربية ، وهذه المحاضرات يومية ما عدا أيام الجمع ، وكل محاضرة ساعة ونصف ساعة ، وبعض الموضوعات محاضرتان كل أسبوع و محاضرة واحدة و بعضها (۲) إنشاء مجلة سميت ( روضة المدارس المصرية » رأس تحريرها الشيخ رفاعة الطهطاوى ، وذكر فى أول عدد منها أن مدير المدارس وهو على باشا مبارك جعلها ملحوظة بنظر نظارته لا يندرج فيها شيء إلا بإشارته ، وطلب من الأساتذة أن يمدوها بالمقالات ، وكان ينشر فيها بعض ما يلقى في قاعة المحاضرات