صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/217

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٩٧ –

- ۱۹۷ - D وكان في العدد الأول منها مقال لعلى مبارك موضوعه ( إنشاء دار الكتب الخديوية » . (۳) إنشاء دار الكتب ، وقد كانت الكتب قبل ذلك متفرقة في المساجد أو الأماكن المهجورة عُرضة للسرقة أو التلف ، فجمعها في مكان واحد ورتبها وسهل الاستفادة منها وجعل لها قاعة مطالعة . فكان من ذلك كله حركة علمية شعبية ساعدت على النهضة المصرية . وأعانه على نجاحه فى خُططه ما كان يلقى من عطف وتشجيع من الخديو إسماعيل ، فهو يقر مقترحاته ويبذل المال لتنفيذ مشروعاته وناحية أخرى لها قيمتها فى حياة على مبارك باشا ، وهى مجهوده الكبير في التأليف والتشجيع عليه ، فقد نهضت البلاد في التعليم كما يتنا ، فكان لا بد من حركة في التأليف والترجمة تسايرها ، وقد قام بقسط وافر فى هذا الباب الشيخ رفاعة الطهطاوى ، فقام على مبارك باشا بنصيبه الوافر أيضاً ، فألف في مهنته الخاصة ، وهي الهندسة ، كتباً للطلبة، وألف كتباً أخرى في الثقافة العامة أهمها خِطَطه لمصر المسماة « بالخطط التوفيقية » يصف فيها القاهرة وحاراتها وشوارعها ومساجدها ومدارسها كما يصف مدن مصر وقراها مرتبة على حروف الهجاء . وإذا ذكر قرية ذكر ترجمة من تبغ منها أو كانت له شهرة في ناحية ما ، وذكر في ذلك كله أقوال المتقدمين والمتأخرين ، فكان كتاباً جليل النفع عظيم القدر أكمل به خطط المقريزى وما حدث للقاهرة والمدن والقرى المصرية من تغيير بعده إلى يوم تأليفه ، ووقع الكتاب في عشرين جزءاً أو خمسة مجلدات . كما ألف كتاباً سماه «علم الدين» وهو قصة لشيخ تربى فى الأزهر وتتلمذ لَهُ مستشرق إنجليزى تعلم منه اللغة العربية ودعاء الإنجليزى أن يزور معه إنجلترا فلبى الدعوة ، وكانا كلما مرا