صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/218

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٩٨ –

- ۱۹۸ - على شيء من القاهرة إلى الإسكندرية سأل الإنجليزي الشيخ علم الدين فأجابه ، وبعد الإسكندرية انقلب الشيخ تلميذاً والإنجليزي معلماً ، يسأل الشيخ عن كل ما يجهل فيجيب الإنجليزى . وملأ الكتاب بمعلومات قيمة عن الشرق والغرب ومظاهر الحضارة الأوربية، وكان غرضه من هذا الكتاب تفتيح أذهان الشرق لما في الغرب، فالشيخ علم الدين فى أول القصة رجل أزهرى جامد لا يعرف شيئاً من شؤون الدنيا ، فلما ساح في أوربة اتسع ذهنه ومرن عقله وَرَقِيَتْ أحكامه على الأشياء ، ورأيناه يحضر مدار التمثيل وينظر إلى المسرح بالمنظار . ومن طرائف على مبارك أنه وهو وزير المعارف الخطير لم يستنكف أن ينظر إلى الأطفال في بدء تعلمهم للقراءة والكتابة ولم تعجبه طريقة تعليمهم ، فأخذ نفسه بتأليف كتاب من جزئين ، يعلم في أولها حروف الهجاء وكيف تتركب ويضع ثانيهما للتمرين على المطالعة السهلة فى موضوعات مفيدة ، إلى غير ذلك من الكتب . كما كان يستحث العلماء على التأليف في الموضوعات النافعة على أسلوب جديد يقرب المعلومات إلى الأذهان ، وكان من أكبر من ساعده في تحقيق أغراضه في التأليف عبد الله باشا فكرى . وكان بيته في الحلمية القديمة نادياً عجيب الشأن ، يجتمع فيه كل ليلة طلبة المدارس وأساتذتها من كل نوع حتى تمتلىء بهم الدار ، ويتنقل هو بينهم يخاطب كل جماعة منهم في شأن من شؤون العلم يتناسب معهم ، فيخاطب الطلبة في حالة مدارسهم ومقدار تحصيلهم للدرس ، وما يشكون منه من نظم التدريس وما يقترحون لإصلاحها ، ويخاطب المدرسين في تدريسهم وانتقاداته عليهم ، ويستحثهم على التأليف فى الموضوعات التي يقترحها وما ينبغى أن تكون عليه الكتب في أيدى الطلبة ، ويلتمس الفرص ليشرح لهم الأخطاء التي يقع فيها