صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/221

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٠١ –

ولا يفعل إلا في الدائرة المحدودة التي خطها المحتلون ؛ وقد عبر هو عن ضيق صدره في ذلك بأسلوبه الناعم الهادئ ؛ إذ يقول في هذه الحقبة : « وأنا الآن قائم حسب بهذا الأمر على اصطدم بعد ذلك بالقيود التى قيدت بها المصالح الحكومية ، وخاصة القيود المالية التي وضعها مستشار المالية الفرد ملنر ( لورد مانر فما بعد ) فتنحى عن المصالح ، بقدر الإمكان ، والله المستعان » . منصبه ، وكانت قد كَبَرَتْ سنه ؛ فلزم بيته ، حتى مات عن نحو سبعين عاماً . ربما كان على باشا مبارك والشيخ رفاعة الطهطاوى وعبد الله باشا فكرى الفرسان الثلاثة فى ميدان العلم فى مصر فى ذلك العصر، وأركان النهضة العلمية المصرية ، ولكن كان لكل طابع ولكل ميزة ؛ فعلى باشا مبارك يهتم بالمسائل الكلية في سياسة التعليم وتنظيمها وتخطيطها وتنفيذها ، وإذا نظر إلى الجزئيات فلتطبيق الكليات عليها ؛ والشيخ رفاعة ينظر إلى المسائل الجزئية ويعنى بإصلاحها وتنفيذها ؛ فإذا عهد إليه فى إدارة مدرسة بَثَّ الروح فيها ، ثم هو يؤلف ويترجم ويبعث تلاميذه على التأليف والترجمة ، وبهذا أمد البلاد هو وتلاميذه بطائفة من الكتب النافعة كانت عماد النهضة ؛ وعبد الله باشا فكرى كاتب شاعر أديب مؤلف له قيمته فى معرفة ما يناسب عصره من التأليف فيؤلف فيه ، كان تلاميذ اللدارس يتعلمون الأدب من مقامات الحريري والنحو من كتاب شرح الشيخ خالد على الأجرومية ؛ فألف كتبه على نمط جديد ؛ وكانت تلاميذ المدارس الابتدائية لا تجد ما تطالعه فألف لها ( الفوائد الفكرية ) ثم كان أكبر عون لعلى باشا مبارك فيها ألف من كتب - فلكل من الفرسان الثلاثة مزية ، ولكل فضل - رحمهم الله جميعاً . 1111