صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/228

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٠٦ –

وأحاديث في الأدب حلوة . اتصل عبد الله نديم بهذا المجلس وأمثاله ، وتوثقت الصلة بينه وبين كثير من أدباء مصر إذ ذاك ، وأخصهم سبعة ، أولع بهم واستفاد من معارفهم وأدبهم : شاعر مصر محمود سامى البارودى ؛ وشيخ الأدباء عبد الله باشا فكرى ؛ والسيد على أبو النصر البليغ الشهير ؛ ومحمود صفوت الساعاتي ، الواسع الاطلاع ، الكثير المحفوظ ، المتفنن فى الطرائف الأدبية ؛ والشيخ أحمد الزرقاني الكاتب الأديب ؛ ومحمد بك سعيد بن جعفر باشا مظهر الشاعر الناثر ؛ وعبد العزيز بك حافظ عاشق الأدب والأدباء الكريم الوفى . وكان الذى أرشده إلى هؤلاء الأدباء وغرفه بهم ، وأحكم الصلة بينه وبينهم ، الشيخ أحمد وهي أحد الأولمين بالشعر ، الناظمين له ، والمحرر بالوقائع المصرية في بعض أيامه . فأتم على هؤلاء وأمثالهم دراسته ، وشرب من منهلهم ، وارتوى من ينابيعهم فهو فى النهار تلغرافى ، يتقبل الإشارات ويرسلها ، وبالليل أديب يتقبل نماذج الأدب ويحاكيها . ولكن لم يمهله الحظ ، فقد غلط فى عمله في القصر العالي غلطة سببت غضب خليل أغا عليه ؛ ومن خليل أغا ؟ هو كبير أغوات الوالدة (أم إسماعيل) وكان القصر مملوءاً بالأغوات ، يقومون بشؤون القصر، ويستقبلون المدعوات ويصحبونهن إلى باب الحريم ؛ ونال كبيرهم خليل أغا من النفوذ ما لم ينله ناظر النظار ولا الأمراء والوجهاء ، لحظوته عند الخديو إسماعيل ووالدته ، إشارته حكم ، وطاعته قم ، يخضع له أكبر كبير ، ويسعى لخدمته أعظم عظيم ، رأيه نافذ في الدواوين والمصالح ، يتحكم فى مصر والسودان، ويأتمر بأمره كبار الموظفين والأعيان ، حاز الثروة الضخمة والجاة المريض ، كأنه كافور الإخشيدي في أيامه ، حتى إنه لما عُقد عقد زواج الأنجال فى القصر العالي حضره النظار والعلماء