صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/231

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٠٩ –

بالموسيرين إذا شُعَفوا بأدب أو علم أو فن ، وكانوا كراما يفتحون بيوتهم للهواة من أمثالهم ، يجدون فيها الطعام الشعر والفن الشعي" ؟ ! كان بيت شاهين باشا كنج بطنطا - وهو مفتش الوجه البحرى إذ ذاك - من هذا القبيل ؛ كرم حاتمى ، وذوق أدبي ، وظرف نواسی ، فتعرف به عبد الله نديم ، فوجد فيه شاهين باشا قبح منظر ، مع طلاقة لسان ، وخفة روح ، وسرعة بديهة ، فغطى ذلك على قبح منظره ، واتخذه له نديما . - ۲ - كان مرة يجلس فى قهوة أيام المولد الأحمدى سنة ١٢٩٤ هـ ومعه طائفة من أصحابه ، منهم السيد على أبو النصر الشاعر ، والشيخ أحمد أبو الفرج الدمنهورى الأديب الماجن ، فطلع عليهم اثنان من « الأدبانية» والأدباتية طائفة من الشحاذين يستجدون بأدبهم العامي وطلاقة لسانهم فى الشعر ، وحضور بديهتهم ؛ عُرفوا بالإلحاح في الطلب ، فإذا رددتهم أي رد أخذوا كلمتك على البديهة ، وصاغوا منها شعراً يدل على استمرارهم في طلبهم ، واستقواء ممدوحهم ؛ وقد جمعوا إلى طلاقة لسانهم وحضور بديهتهم منظرهم المضحك في ملبسهم وحركاتهم ، فزر خارج العمامة ، وطبلة تحت الإبط ، وحركات يدور معها زر العمامة كأنه نحلة ، وتحريك العضلات وجوههم كأنهم قردة ، وهكذا . وسموا « أدباتية » جمع « أدباتي » وهى لفظ سُخْرِيّة لأديب . . فمر هذان الرجلان من طائفة ( الأدباتية ) على الحاضرين حتى وصلا إلى عبد الله نديم ، فقال أحدهما : أنعم بقرشك يا جندى والا اكنا اتمال يا أفندى أحسن أنا وحيانك عندى بقى لي شهرين طول جوعان زعماء الإصلاح م - ١٤