صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/232

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢١٠ –

- ۲۱۰ - فأجابه عبد الله نديم على البديهة : أما الفلوس أنا مديتي وانت تقول لى ما مشيشي يطلع على حشيشي أقوم أَمَاص لك لِوِدَان فرد ( الأدباتي » ، ورد عبد الله نديم ، وظلا كذلك نحو ساعة ، ثم غُلب الأدباتي » فانصرف مهزوماً . ونقل السيد على أبو النصر القصة إلى شاهين باشا كنج ، فاستطرفها جدا ، وخطرت له فكرة طريفة أيضاً ، أن يقيم حفلا عاما ، يدعو فيه كبار « الأدباتية » والزجالين ويدخلون فى مساجلة مع عبد الله نديم ، فيكون منظراً لطيفاً ، ومحفلا ظريفاً . ففعل ونَصب سُرادِقاً أمام بيته ، وأحضر رؤساء هذا الفن ، وشرط عليهم أنهم إن غلبوا كافاهم ، وإن غلبوا ضَرَبهم ، فَرَضُوا ، واستمرت المساجلة نحو ثلاث ساعات ، غلب فيها النديم ، فكانت الحادثة سبب شهرته بين الأدباء والظرفاء . لقد أخذ بعضهم عليه - فيما بعد - هذا الحادث ، وغيروه به ، وقالوا إنه رضى أن يقف موقفاً يساجل فيه المستجدين ، وأن يكون ( أدباتياً ، مثلهم ، ينازلهم ويغالبهم على مَلاً (1) من الناس ، فمثله مثل المصارعين أمام « الزَّفّة » ولا يرضى لنفسه هذا الموقف إلا وضيع النفس ساقط الهمة . والحق أن وضع المسألة هذا الوضع فيه كثير من التزمت (۳) والتعنت ، كالذى تعرض على مسامعه الفكاهة الحلوة فينتقد فيها خطأ نحوياً أو لفظاً لغوياً ، وكن ينتقد الشيخ الوقور على ما كان منه أيام الصبا ، والغنى الواسع الثراء على ما كان منه أيام البؤس والشقاء ؛ فالمسألة لم تعد أن تكون طرفة لطيفة ، وفكاهة لم (۱) ملأ : جمع من الناس . (۲) التزمت : التحرج والتوقر .