صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/234

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢١٢ –

فأعد عبد الله نديم نفسه للأدب الجديد والمطلب الجديد، وانغمس في هذا التيار ، وحوّل قلمه فى هذا الاتجاه ، يمدُّ هذه الصحف بمقالاته في مثل هذه الموضوعات ، فلقى من النجاح ما لفت إليه الأنظار ، وكان له فضل كبير فى إدراك أن الكتابة فى الموضوعات السياسية إنما يناسبها أسلوب متدفقي سريع مرسل لا يقيده السجع إلا قليلا ، لينسجم وحركات النفس المتحمسة الثائرة . وفكر مع بعض من جمعية سرية إلى جمعية علنية، تعمل جِهَاراً في الأعمال المشروعة ؛ وجد هو وصحبه يجمعون المال لها من أعيان الإسكندرية ، وسموها الجمعية الخيرية الإسلامية ، ( وهى غير الجمعية القائمة الآن بهذا الاسم) . وكان من أهم أغراضها إنشاء مدرسة تعلم الناشئة على نمط غير النمط الجاف الذي تسير عليه مدارس الحكومة إذ ذاك، فيضيفون إلى تعليم مبادئ العلوم بث روح الوطنية والشعور القومي في الأمة ، وقد كان هذا غرضاً جديداً دعا إليه الشعور القومي الذى كان في طور التكون . أصحابه من أعضاء جمعية ( مصر الفتاة » أن يحولوها وتم ذلك كله ، تجميع المال ، وأنشئت المدرسة ، وجعل عبد الله نديم مديرها ، وافتتحها بخطبة رَنَّ صَدَاها فى الثغر ، وكان ذلك في آخر أيام إسماعيل، وأقبل عليها كثير من أبناء الفقراء والأيتام ، ووضع لها برنامج يحقق الغرض ، وتكفل هو بتعليم الإنشاء فيها والأدب ، وأخذ يمرن الطلبة على الخطابة والتمثيل، وعلى الجملة نفخ فيها من روحه ، ولعلها أول جمعية مصرية إسلامية في مصر أست لمثل هذا الغرض . ثم وثق الصلة بين المدرسة والقصر، وكان الخديو إسماعيل قد عُزل وحل محله الخديو توفيق ، فتقرب النديم إليه واستزاره المدرسة فزارها ، ورجاه أن تنسب