صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/235

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢١٣ –

- ۲۱۳ - الرئاسة لولى عهده «عباس» . فقبل . وأغرم بتعليم التلاميذ الخطابة، فكان ينتهز كل فرصة لإقامة الحفلات يخطب فيها ، ويحضّر الخطب لتلاميذه ليخطبوها ، ثم يُمرنهم أن ينشئوا الخطب بأنفسهم ، ويصلح خطأها ويرشدهم ، فأسس بذلك تخبة يحسنون التحرير ، ويحسنون القول . ولم يكتف بذلك بل خرج بالمدرسة إلى ميدان الحياة العامة ، فكان يحضّر بعض الروايات التمثيلية في نقد بعض العيوب الاجتماعية، ويمثلها هو وتلاميذه فى بعض الملاهي العامة ؛ من ذلك أنه أنشأ روايتين اسمهما ( الوطن وطالع التوفيق » و « العرب » ومثلهما في « تياترو زيزينيا » ، حضرهما الخديو توفيق، ونجح فيهما نجاحاً أعلى ذكره . ولكن ظهر فساد في الجمعية نسبوه إليه ، ففصل من المدرسة ومن الجمعية . عند ذاك اتجه إلى إنشاء صحيفة ، وحبّب إليه ذلك سابقة اتصاله بصحيفتي أديب إسحق وسليم نقاش ، ومَرانَته على الكتابة فيهما ، وشعوره بأن الناس أعجبوا بما كتب، وأنه كان يكتب فيستغل أصحاب الصحف مقالاته مادة ومعنى ، فلا يؤجرونه على ما كتب ، وكثيراً ما يَضَلُّون عليه حتى بذكر اسمه في ذيل مقالاته ، بل يتركون القارئ يفهم أنها لهم ومن إنشائهم . فأخرج صحيفة سماها « التنكيت والتبكيت » ، وفى هذا الاسم دلالة على غرضه وأسلوبه ، فهو يرمى إلى تأنيب المصريين على ما وصلوا إليه ، في أسلوب قد يكون لاذعاً وقد يكون مضحكا . وظهر العدد الأول منها فى ٦ يونيه سنة ۱۸۸۱ ، ودعا فيه الكتاب أن بوافوه بمقالاتهم ونتاج قرائحهم على النهج الذي رسمه : «كونوا معي في المشرب الذي التزمته ، والمذهب الذى انتحلته ، أفكار تخيلية ، وفوائد تاريخية ، وأمثال أدبية ، وتبكيت ينادى بقبح الجهالة ، وذم الخرافات ، لتتعاون بهذه الخدمة على