صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/237

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢١٥ –

- ٢١٥ - وابتدأوا يعملون بمشورة الأطباء ويبذلون الجهد في معالجته . وواضح أن هذه قصة رمزية ، أراد أن يصوّر فيها شعور الناس في هذه الفترة بعد ما كان من الإسراف، ووقوع مصر في الديون الباهظة، وتدخل الدول الأجنبية ، من مراقبة ثنائية وإنشاء صندوق الدين ، وما إلى ذلك ، كما يصور ، بها ألم الناس من هذا المرض الأفرنجى، وأملهم في النجاة منه بسعى عقلائهم ، وتفكير أولى الرأى فيهم - كل ذلك في أسلوب روائي مفهوم . قد كانت هذه المسألة هي صميم بها على هذا النحو ، وعالجها هذا العلاج ؛ وكان بارعاً في التورية بكلمة المسألة المصرية ، ومشكلتها الكبرى ، فبدأ «الداء الأفرنجي » . D الفلاحين ، وبلى ذلك مقال في ( عربي تفريج » يصف فيه شاباً من صميم ا تعليم في مصر، ثم في أوربة، وعاد إلى بلاده يُسنّه أباه لما قابله على المحطة وقبله ، كيف يقبله ، ويطالبه أن يسلم عليه بيديه فقط، ويكتفى بأن يقول له « بن اريفيه » وينسى لغته ، حتى اسم البصل، فهو لا يعرف إلا أن اسمه « أونيون » - ويختم هذا بالمغزى من القصة ، وهو أن لا أمل فى مثل هؤلاء إلا إذا حافظوا على لغــة قومهم وعاداتهم ، وصرفوا علومهم في تقدم بلادهم . ثم يقص قصة موسرين اجتمعوا في بيت أحدهم ، دخل عليهم فوجدهم (1) لا يتكلمون ولا يتحركون ، فظهم يفكرون في أمر خطير شغل أذهانهم ، وعقد لسانهم ، كتفكيرهم فى تقدم الصنائع في أوربة ، وكيف يفعل ذلك في مصر، أو يفكرون فيما يزيد ثروتهم ، ويضمن التقدم في عملهم ؛ ثم يتبين بعد ذلك أنهم إنما اجتمعوا لتعاطى ( الكيف ) ، وقالوا مالنا وللدنيا وما جرى فيها ، ومالنا وللصحف والتلغرافات ، ونحن كلنا بحمد الله في غنى عظيم ، (۲) « الكيف » : المخدر. ساهمين (۱) ساهمين : عايين .