صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/239

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢١٧ –

- ۲۱۷ - ويمسح الزجاج والخزانة ، فعلمت أن هذا طراز جديد في بناء البيوت وتأثينها ، فقلدتهم في ذلك ، ولا علم لى يعلم أو فن . « وهكذا أصبح الكل نائماً في غفلة التقليد » .

، نعم ، هذا كله فى العدد الأول من صحيفة ( التفكيت والتبكيت » ، نقد للسياسة العامة للبلد، ونقد للعيوب الاجتماعية الخاصة كل ذلك في أسلوب يسترعى الانتباه . فقد التزم اللغة البسيطة السهلة عن تفكير وروية ، فقال في فاتحتها : «إنه لا يريد منها أن تكون منمقة بمجازات واستعارات ، ولا مزخرفة بتورية و استخدام ، ولا مفتخرة بفخامة لفظ و بلاغة عبارة ، ولا معربة عن غزارة علم وتوقد ذكاء ؛ ولكن أحاديث تعودناها ، ولغة ألفنا المسامرة بها ، لا تاجىء إلى قاموس الفيروزابادى ، ولا تلزم مراجعة التاريخ ، ولا نظر الجغرافيا ، ولا تُضْطَرَ لِتَرْجُمان يعبر عن موضوعها ، ولا شيخ يفسر معانيها ؛ وإنما هي في مجلسك كصاحب يكلمك بما تعلم ، وفى بيتك كخادم يطلب منك ما تقدر عليه ، و ندیم » يسامرك بما تحب وتهوى» ثم هو يدرك أن فى الناس خاصةً وعامة ، وكل يجب أن يُقصد إلى تغذيته بالأدب ، وإشعاره النقد ؛ لذلك يختار موضوعات الخاصة فيكتبها باللغة بوجوه الفصحى كموضوع ( الداء الأفرنجى » ، فهو موضوع دقيق لا يقدره قدره إلا الخاصة ، أما الفلاح والمرابي وسماعو القصاص فمكتوبة للعامة ، فيجب أن تكتب بلغتهم العامية . وهو فى اللغة العامية ماهر كل المهارة ، يعرف أمثالهم وأنواع كلامهم ، ويضع على لسان الخادم والسيد ، والمرأة والرجل ، والفقير والغنى ، والماكر والمغفل ، ما يليق به ، فى دقة وإحكام وظرف .