صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/242

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٢٠ –

ومدرسته، وجاء الخديو توفيق ونواة الرأى العام قد غُرست ، وتتابع الأحداث الخطيرة يغذيها وينميها ، والنفوس مستبشرة بتوليته ، فقد كان سمعا رحيما ؛ وكان قبل عزل إسماعيل يتصل بالسيد جمال الدين ويحبذ آراءه فى الإصلاح فلما تولى قربه إليه وقال له : أنت موضع أملى فى مصر، ودعا شريف باشا لتشكيل الوزارة ، ( وصرح برغبته في تحقيق آمال الأمة، وإخراجها من الحالة السيئة التى هى فيها بالاقتصاد فى نفقات الحكومة ، والاستقامة في الوظائف العامة وإصلاح القضاء والإدارة ، وتوسيع نظام شورى القوانين ، وإصلاح المحاكم والمجالس، والسمى لتعميم التربية والتعليم، وتوسيع دائرة الزراعة والتجارة ، ومنح الحرية للعاملين في أعمالهم » 6 ففرح الناس وتهلوا لهذه الوعود القيمة ، وتفتحت آمالهم ، ولكن الحكم الشورى لم يُرض طوائف كثيرة - لم يرض الحاشية ، وكان السيد جمال الدين أشار على الخديو توفيق بتغيير حاشية إسماعيل ، فأغضبهم عليه . قال الشيخ محمد عبده : « ووكيل دولة فرنسا أخذ يسعى فى إقامة الموانع دون إعطاء حق النظر في تصحيح الميزانية ، وتقرير الأمور المالية ، ودعا وكيل إنجلترا إلى مساعدته في إقناع الخديو بضرر هذه الأوضاع الجديدة ، فتغير رأى الخديو توفيق في ذلك كله ، فاستقال شريف باشا، ونفى السيد جمال الدين ، وأخذت الأمور يجرى آخرکكان سبباً من أسباب الثورة . ثم جاءت وزارة رياض باشا بعد وزارة شريف . وفى تاريخ مصر الحديثة كان شريف باشا دائما رمز الحكم الشورى ، ورياض باشا رمز الحكم الاستبدادي ، وكلاهما كان يلتف حوله كثير من الخاصة ؛ فحول شريف جماعة ترى أن الحكم الشورى هو الوسيلة الوحيدة لإنقاذ البلاد من الفوضى ، والأمل الوحيد في وقف كل سلطة عند حدها، والباعث الوحيد للأمن والحرية في نفوس