صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/246

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٢٤ –

- ٢٢٤ - انهيالا . وقد نشر فى البلاد فن الخطابة ، وعلم كثيراً من الناشئة أن يخطبوا في المحافل ، وأعطى لهم المثل بمقدرته وكفايته ، وبدأ ذلك أيام كان يعلم الإنشاء والأدب في مدرسة الجمعية الخيرية فى الإسكندرية . فلما أعلن الدستور في أول عهد توفيق (۷) فبراير سنة ۱۸۸۲ ) ، سرت في النفوس هرة فرح لا تقدر ؛ وأمل الناس أن الحكم النيابي سيصلح كل مفاسد الماضي ، ويرسم كل وسائل ، السعادة للحاضر والمستقبل - واشتاق الناس أن يسمعوا الكلام الكثير في هذا الموضوع ؛ فكان عبد الله نديم وصحبه وتلاميذه الذين يغنون للناس بأمالهم ؛ فأقيمت الحفلة تلو الحفلة يدعى إليها النديم وفرقته ليخطبوا ؛ والنديم هو تطب الرَّحَى : يخطب أولا ، وكلما خطب خطيب وتناول موضوعاً قام النديم بعده يعقب عليه ، ويتخذ من كلامه موضوعاً يُطلب فيه ؛ وفي هذه الحفلات يحضر النظار وكبار الضباط والعلماء والنواب والأعيان ؛ فتطرب نفوسهم لهذا طربهم من عبده الحمولى ومحمد عثمان هذه حفلة تقيمها جمعية المقاصد يفتتحها « النديم ، بقصيدة ، ثم يشكر الجمعية على احتفالها بالدستور، ويتلوه إبرهيم اللقاني فيبين الفرق بين عهد الاستبداد وعهد الشورى فيعقبه النديم يكمل موضوع الفروق بين العهدين ؛ ثم يقوم الشاب مصطفى ماهر - باشا فيما بعد - فيتكلم فى الحث على الاجتهاد في العلوم والفنون ، ويستحث الأغنياء على إنشاء بنك أهلى يحمى الأهالى من استغلال المرابين ، ويختم ذلك بالدعوة إلى الألفة والاتحاد ، فيقوم بعده النديم يتكلم في هذا الموضوع ؛ ثم يقوم الشيخ محمد عبده فيبين مزايا الحكومة النيابية ؛ ويطالب بوجوب أن يكون النواب من المتعلمين ، ويحث على تعميم التعليم ، وعلى احترام حرية القول والكتابة ، وسَن القوانين المبينة لحقوق الأفراد وواجباتهم ؛ ويقوم ( النديم » بعده معقباً على قوله ؛ ثم يقوم أديب إسحق فيتكلم في شعور النواب