صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/247

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٢٥ –

-٢٢٥ - وتضامنهم مع النظار في كل ما يجلب الخير للبلاد، ويتلوه النديم ؛ ثم يقوم فتح الله أفندى صبرى ( فتحى باشا زغلول ( فيخطب في الحث على الاتحاد والثبات، وينتهى هذا الاجتماع. وتتكرر أمثال هذه الاجتماعات، ويقال فيها مثل هذه الخطب ، ويقوم بالدعوة إليها كبراء البلد ؛ وكلها على غرار الحفلات السابقة ، عمادها عبد الله نديم وإن اختلفت بعض الموضوعات ؛ كدعوة إبرهيم اللقاني إلى التمسك بأسباب القوة والاتحاد والحث على مجانبة الخوف والجبن ، وخطبة فتحى زغلول في الأخذ بالمبادئ التي تمدن البلاد، والدعوة إلى إنشاء جمعية تفتح مدارس ليلية يتعلم فيها من لم يسمح له عمله بالتعلم . ويدعى عبد الله نديم إلى حفلة في الإسكندرية على هذا الطراز . وكل هذه الحفلات توصف فى جريدة الوقائع المصرية ، ويذكر فيها خلاصة ما دار فيها من خطب ، فتنتشر في البلاد . فلما عطل الدستور، وتطورت الأمور ، وكانت الثورة العرابية ، تحولت خطب عبد الله نديم إلى موضوع الثورة ، وكان يخطب في كل مجتمع : في الأزهر وطلبته ، والجيش وجنوده ، وفى حفلات الأفراح » ، فما يكون مجتمع لغرض من الأغراض إلا ويطلع عليهم عبد الله نديم وجماعة من ناشئته يعتلُونَ المكان العالى ويخطبون في موضوعات الثورة ، حتى كان إذا سئل محمد عثمان « المغنى » : أين تغنى الليلة ؟ يقول : « فى الفرح الفلانى مع عبد الله نديم وهو فى هذا الموقف لا يتخرج من التهريج ، فيقول مثلا فى بعض خطبه : إن طوابى الإسكندرية إذا أطلقت مدافعها يبلغ مرماها جزيرة قبرص من هذا الجانب ، ومدافع الآستانة إذا أطلقت تبلغ هذه الجزيرة من الجانب الآخر . فكيفما جالت الأساطيل الإنكليزية فهي تحت رحمة مدافعنا ؛ فيصفق الناس . و يخطب «فتحى زغلول » زعماء الإصلاح - م ١٥