صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/249

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٢٧ –

- ۲۲۷ للمصريين لا للدولة العلية، ولا لأية دولة أجنبية . وهذه معان قد كانت عند خاصة الخاصة ، فنشرتها الثورة وعبد الله نديم فى العامة . ولئن أخفقت الثورة فيقظة الرأى العام - إلى حد ما - وشعوره بنفسه ، وتنبهه لحالته الاجتماعية والسياسية لم يخفق ، ويتجلى ذلك على الأخص إذا قورن بينه و بين حالته من قبل . -1- انتهت الثورة العرابية بالفشل والهزيمة المنكرة ، وكانت الهزيمة الخلقية أقسى من الهزيمة الحربية ؛ فقد ذل أكثر قواد الحركة ، وتفكر لهم أكثر من كان يناصرهم ، وبدأت السعايات (1) تدب ، وكل من كانت له خصومة مالية أو عائلية سعى في الإيقاع بخصمه ، يتهمه بعمل من أعمال الثورة ، وامتلأت المجالس المشكلة للنظر فى الدعاوى والتهم ؛ وأخذ كثير ممن اشتركوا في الحركة ينبرءون مما قالوا وما فعلوا . وإن استطاع كثير منهم أو حاول تبرئة نفسه ، فعبد الله نديم ليس بمستطيع شيئاً من ذلك ، فخطبه لا ينساها أحد ، وأقواله مسجلة عليه في جريدة « الطائف » ، فلا بد إذا حوكم أن يُحكم عليه بأشد العقوبات ، وكان أغلب الظن أنها الإعدام . لقد فكر عرابي هو ومن معه أن يطلبوا العفو من الخديو، وكتبوا رسالة وبعثوها مع وفد إلى الإسكندرية لتقديمها إليه ، ثم بدا لهم أن يغيروا بعض نصوصها ، فبسوا بصيغة أخرى مع عبد الله نديم ؛ فلما وصل إلى كفر الدوار علم أن الخديو رفض العريضة الأولى وأمر بالقبض على بعض رجالها ؛ فعاد «النديم» إلى القاهرة ، وأيقن بالهلاك ، فأعد المدّة للهرب والاستخفاء ؛ وإذا به « قص (1) : السعايات الوشايات .