صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/254

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٣٢ –

- ۲۳۲ - وجغرافية الآفاق ؛ ومرة أطوف الأكوان، على سفينة تاريخ الزمان؛ ويوما أشتغل بشرح أنواع البديع، في مدح الشفيع ... وقد تم لى الآن عشرون مؤلفاً بين صغير وكبير ؛ فانظر إلى آثار رحمة الله اللطيف الخبير ، كيف جعل أيام المحنة، وسيلة المنحة والمنة . أترانى كنتُ أكتب هذه العلوم، في ذلك الوقت المعلوم، وقد كنت أشغل من مرضمة اثنين وفي حجرها ثالث وعلى كتفها رابع ، وأتعب من مرتي عشرة وليس له تابع ؛ أشتغل بعض النهار بتحرير الجورنال ، وأقضى ليلى في دراسة الأحوال ، مشتغلا بمجالس الجمعيات الخيرية ومدارسها التعليمية ، وزيارة الإخوان ، ومراقبة أبناء الزمان ؛ وقد نسيت الأهل والعيلة، وربما نسيت الطعام يوما وايلة ؛ فكنت كالة يحركها البخار ، لا سكون لها ما دام الماء والنار ؛ فمتى كنت أنظر للمخلفات، وأكتب هذه المؤلفات ؟ ولو أن نار مصيبتي في الغير أصلاه الزفير لكنها في ساحة من فوقها جو مطير هو صدق إيماني وصبرى للقضاء بلا نكير ووقوف جيش عزيمتي في باب مولاى البصير وكان في رحلته برا بخادمه «حسين» الذى غير اسمه فسماه « صالحاً » ، D وزوجه ، وعلمه القراءة ، والكتابة ، وحفظه جملة سُور من القرآن ، وعليه مبادئ الفقه والتوحيد ، واتخذه صاحباً . و تواردت عليه أيام بؤس ومحن يشيب منها الوليد ، تغضب عليه زوجته وتلطيه على فمه حتى تكاد تسقط ثناياه ، وربما رأى - مع هذه الحال - أن إظهار نفسه للحكومة أهون عليه ، ثم يترضاها ويصالحها ؛ وأحياناً تتخاصم زوجته مع زوجة خادمه وتشتد الشحناء ، وتهدده كلتاها بأن تفضح أمره ، فيتدارك كل ذلك بحيله ؛ وأحياناً يشعر بالخطر يهدده ، فيشتد في الحذر والاستخفاء ، حتى أقد